خاص
احراق الحفار العسكري شرق غزة ضربة قوية للجدار الذكي واختبار ناجح لقدرات المقاومة
عيسى سعد الله:
شكل تمكن شبان فلسطينيين غير مسلحين من اقتحام الحدود الإسرائيلية شرق غزة مساء الأربعاء الماضي، واحراقهم لحفار عسكري والعودة بسلام دون اكتشاف امرهم رغم المراقبة والتحصينات الهائلة ضربة موجهة أولى للجدار الذكي الذي تغنى قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أسابيع بالانتهاء من اقامته وتشييده على طول الحدود مع قطاع غزة.
ولا زالت تداعيات الحادثة متواصلة على الصعيدين الميداني والإعلامي، فميدانياً شرع جيش الاحتلال كما علم موقع "الحمرا" بتعزيز حدوده عبر تضخيم الساتر الرملي الهائل الذي أقامه قبل عدة سنوات على طول الحدود وإقامة المزيد من نقاط المراقبة العسكرية المحصنة شاهقة الارتفاع في محاولة منه لمنع تكرار ما حدث، حيث لا تزال الجرافات العسكرية الضخمة تقوم بعمليات حفر وردم خلف الحدود وبشكل كثيف بالتزامن مع سلسلة انتقادات علنية وجهها اعلاميون وكتاب إسرائيليون للمستوى العسكري المسؤول عن الإخفاق.
ولم يكن الإخفاق الإسرائيلي مقتصراً على عدم اكتشاف عملية التسلل، بل، ايضاً، في عدم رده على العملية التي هزت مفهوم الجدار الأمني الوهمي الذي لطالما تغنّى به الاحتلال في حماية "إسرائيل" ومستوطنيه.
وفي مقابل الإخفاق الإسرائيلي، يرى الفلسطينيون بأن عملية التسلل واحراق الحفار الضخم لم تكن صدفة، بل كانت عملية متقنة وتحمل رسالة ودلالة واضحة للاحتلال بأن جداره الذكي الذي كلفه بضعة مليارات من الدولارات لن يحميه ولن يوفر له الأمان ما دام يواصل ارهابه ضد الفلسطينيين واحتلاله للأرض، فضلاً عن قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات انزال واقتحام عسكرية خلف الخطوط وفي عمق الأراضي الإسرائيلية في أي وقت وان جداره الذي أقامه لا قيمة له الا تضليل الرأي العام الإسرائيلي، كما يقول القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لـ"الحمرا" والذي استهزء بالجدار والتحصينات المتواصلة الذي ينفذها جيش الاحتلال.
وقال حبيب ان الجدران لن تحمي الاحتلال من بطش وعنفوان الشعب الغاضب صاحب الحق الذي يدافع عن قضية عادلة ومقدسة.
وكانت وسائل اعلام إسرائيلية نشرت، مساء أمس، تفاصيل جديدة عن العملية، حيث نقل موقع "والا" العبري، عن مسؤولين عسكريين ان الجيش الإسرائيلي يحقق في سبب عدم اكتشاف كاميرات المراقبة تسلل الشبان الفلسطينيين، وعدم تواجد دوريات للجيش في المكان الذي احترقت فيه الآلية العسكرية.
وأضاف الموقع " لو تقدم الفلسطينيون إلى الأمام لكانوا قد وصلوا إلى إحدى المستوطنات، فيما وصف مسؤول عسكري آخر هذا حادث خطير للغاية.
وقال حبيب في تعقيبه على الحادثة: لا يمكن للشعب أن يستكين ويبقى متفرجاً على ما يقوم به جيش الاحتلال من حصر ومنع للاعمار.
وتابع حبيب: ليس بالضرورة من قام بالعملية هي جهة تنظيمية وانما هناك الكثير من الشباب الثائرين المبادرين الغاضبين على الاحتلال.
وعلّق صحفيون إسرائيليون عقب الحادث قائلين: إنه من المبكر الاحتفال بالجدار الجديد حول قطاع غزة، طالما أن هناك جدار قديم يمكن عبوره دون مشكلة فلا يوجد شيء يستدعي الاحتفال به.
[email protected]