تواجه بلديات قطاع غزة الـ25 تداعيات المنخفض الجوي الابرد منذ بداية موسم الشتاء، بإمكانات متواضعة جدا واليات ومعدات متهالكة وقديمة عفى عليها الزمن، بسبب رفض قوات الاحتلال السماح بإدخال المعدات والاليات اللازمة لهذه البلديات منذ 16 عاماً رغم سيل المناشدات والمطالبات التي تقدم بها ممثلو هذه البلديات للاحتلال ومنظمات حقوقية ودولية أخرى.
واحدث الاليات التي تعمل يبلغ عمرها 17 عاماً فيما يصل عمر باقي الاليات الى ثلاثين عاماً وتحتاج الى عمليات صيانة وتأهيل يتعذر القيام بها بسبب نقص قطع الغيار لرفض قوات الاحتلال إدخالها، كما يقول يحيى السراج رئيس بلدية غزة لـ"الحمرا"
ويصعب تهالك وقدم المعدات والاليات من مهمة طواقم البلديات في التغلب على تداعيات المنخفض في قطاع غزة والتي تتمثل بشكل رئيسي بالفيضانات التي تغمر مربعات ومناطق سكنية واسعة تؤدي الى تشريد سكانها وغرق مئات المنازل.
وللتغلب على هذه الازمة والحد منها، دفعت فصائل المقاومة والأجهزة الأمنية بغزة بالاف من عناصرها الى الشوارع والمربعات السكنية المعرضة للغرق للمساعدة في عمليات الإنقاذ والاجلاء لمساعدة طواقم البلديات التي تواجه صعوبات بالغة في القيام بمهامها.
ويعمل موظفو البلديات بنظام الطوارئ الكامل على مدار الأربع وعشرين ساعة بسبب الاضرار الفادحة التي الحقتها الامطار الغزيرة التي هطلت على القطاع خلال الساعات الأخيرة وتسببت في غمر الكثير من الشوارع واغلاقها امام حركة السير وكذلك انجراف وانهيار العديد من الشوارع والطرق الزراعية في الأراضي والمناطق الزراعية.
ومع الانقطاع شبه المتواصل للتيار الكهربائي واقتصار توفره على اقل من ست ساعات يومياً يلجأ المواطنون الى المدافئ التقليدية للتدفئة للتغلب على البرد القارص ومنها مواقد الحطب الملوث والنجارة والكيروسين رغم مخاطرها واضرارها الصحية والبيئية.
وارتفعت أسعار الاحطاب بشكل كبير بسبب الاقبال الشديد في ظل تعذر تشغيل مدافئ الكهرباء والغاز بسبب نفاد الغاز من القطاع واقتصاره على كميات شحيحة لا تكفي لاستخدام المطبخ بسبب تقليص قوات الاحتلال الكميات المتدفقة الى القطاع من السوق الإسرائيلية.
وادى البرد الليلة الماضية الى وفاة الطفل الرضيع مراد الحسن البيوك (شهر واحد)، جراء توقف قلبه بفعل البرد الشديد، ونجاة عائلات بأكملها بعد انهيار اسقف مبانيها.
واعلن جهاز الدفاع المدني بغزة عن تنفيذ 79 مهمة مختلفة، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية تتمثل في انقاذ مواطنين وتطاير ألواح معدنية عن أسطح المنازل، وانهيارات جزئية بمنازل، وأشجار وأعمدة آيلة للسقوط.
وبسبب الارتفاع الكبير في أمواج البحر والمد البحري الذي اندفع نحو المرافق الشاطئية أعلنت قوات البحرية الفلسطينية عن اغلاق البحر في وجه الصيادين ومنعتهم من الاقتراب منه او النزول اليه بسبب المخاطر الشديدة المحدقة.
كما أعلنت الحكومة عن تعطيل العمل في جميع المرافق الخاصة والعامة باستثناء العاملة في مجال الطوارئ.
[email protected]