حماس: عمل لا يعبر عن موقفنا
رفع صور قيادات شيعية ومهاجمة السعودية والامارات خلال تظاهرة للجهاد تثير غضب الشارع الغزي ورجال الدين
تسببت التظاهرة المنددة بالهجمات السعودية الإماراتية على اليمن التي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة، مساء السبت الماضي، بحالة من الجدل والسخط والرفض في وسط الشارع السياسي والشعبي الفلسطيني في القطاع، خصوصاً بعد ان أقدم بعض المتظاهرين المشاركين على المجاهرة برفع صور قيادات سياسية وعسكرية شيعية من ايران ولبنان واليمن واطلاق هتافات ضد دولتي السعودية والامارات.
واعتبر الكثير من الشارع الغزي رفع صور هؤلاء الزعماء في القطاع السني إهانة كبيرة بسبب العداء الشديد الذي يكنه هؤلاء للمذهب السني الذي يدين فيه جميع سكان القطاع تقريباً.
واثار رفع صور لقائد جماعة الحوثي اليمنية الشيعية عبد المالك الشيعي وقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتالته اميركا قبل عامين، بالإضافة الى صور للامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله موجة استنكار واستهجان وادنة وغضب رجال دين وسياسة في غزة ونشطاء في دول الخليج، ما دفع حركة حماس التي تسيطر عسكرياً وامنياً على القطاع الى الخروج ببيان صحفي اليوم اكدت خلاله ان ما جرى من هتافات خلال التظاهرة لا يعبر عن موقف الحركة.
وأكد بيان للحركة، حصل موقع "الحمرا" على نسخة منه، أن سياسة الحركة معروفة وثابتة تقتضي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والنأي بالنفس عن الصراعات والنزاعات بينها، وضرورة تجنب كل ما من شأنه تمزيق صف الأمة ووحدتها، والإضرار بأمنها واستقرارها والدعوة لوقف الصراعات الداخلية والبينية في الدول العربية والإسلامية.
وقال البيان إن حماس تتبنى سياسة الانفتاح على مختلف دول وشعوب العالم، وخاصة الشعوب والدول العربية والإسلامية، التي هي موضع احترامنا وتقديرنا.
ولفتت الحركة إلى أنها تسعى إلى بناء علاقات متوازنة مع دول وشعوب العالم لما فيه صالح أمتنا وأمنها ونهضتها، وصالح قضيتنا وشعبنا وتعزيز صموده.
وأضافت: وإذ نؤكد أن صراعنا هو مع العدو الصهيوني، فإننا ندعو إلى تجنيب شعبنا المجاهد أي صراعات أخرى".
وعبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وحمّلت بعض الأطراف حركة حماس المسؤولية حول هذه التظاهرات بصفتها التنظيم الذي يحكم قطاع غزة، في الوقت الذي تسعى فيه الحركة لتوطيد علاقاتها السياسية مع المملكة العربية السعودية خاصة بعد المباحثات الأخيرة من أجل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لدى المملكة وعلى رأسهم ممثلها هناك القيادي محمد الخضري.
ووصل حد الغضب ببعض القادة الدينين والسياسيين المحسوبين على حماس الى اعلان البراءة عملاً مما جرى كما هو الحال مع الدكتور الشيخ صالح الرقب احد قادة حماس ووزير اوقاف حكومتها السابقة والذي قال في منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "أعلن براءتي من كل تصريح أو موقف فيه موالاة لكافر أو منافق معلوم النفاق، كما أعلن براءتي واستنكاري للمسيرة التي جرت مساء السبت للجهاد الاسلامي ورفعت فيها صورًا لشخصيات معادية لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ومعادية للشعوب المسلمة التي اكتوت بنارهم وتعرضت لمجازرهم، وما صدر فيها من تصريحات معادية للشعوب المسلمة.
اما الناشط في حركة فتح حسن الوالي فوصف ما جرى بأنه ليست بحدث فردي متمثل برفع صور الحوثي أو سليماني في مسيرة وسط مدينة غزة بل هي أعمق من ذلك بل هي مسألة متراكمة من النشاط متعدد الاتجاهات لنشر التشيع تحت شعار المقاومة كل هذا تحت أنظار الجميع في غزة و تحت انف تيار محمد دحلان بالتحديد حليف الإمارات التي من الممكن أن يكون أعداد كبيرة من المشاركين في مسيرة تأييد الحوثي وإيران وضرب الامارات قد تلقوا مساعدات إماراتية نقدية أو عينية من خلال حصة الجهاد وحماس وغيرها من الفصائل المشاركة في لجنة التكافل الاجتماعي الدحلانية الممولة اماراتيا.
واعتبر الوالي ان المسألة بالبعد الأخلاقي مؤلمة لكل من يحمل احساس فلسطيني أو قومي عروبي أو حتى إنساني.
[email protected]