تتواصل حملة القمع للاحتجاجات حيث تم تمديد اعتقال ثمانية عشرَ شخصًا أمس الثلاثاء، خلال تصدّيهم لجريمة التحريش التي تقودها دائرة أراضي إسرائيل بحماية عناصر الشرطة وسط اعتداءات همجية وعنيفة وإلقاء لقنابل الصوت والغاز.
وبعد ليلة لم تكن هادئة على أهالي النقب، تجدّدت صباح اليوم الأربعاء أعمال التجريف في أراضي قرية سعوة التي باشرت بها جرافات ال"كيرن كييمت" بحماية قوات كبيرة من الشرطة، كما وقامت القوات باقتحام قرية صووين على يد وحدات شُرطية وحملة اعتقالات للسكان، جاء هذا الاقتحام، خلفية أحداث الليلة الماضية في شقيب السلام.
وفي بيان صادر عن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها متوجهًا لاهالي النقب للتضامن مع من صودرت ارضه وهُدم بيته، معلنًا الاضراب في جميع مدارس النقب مسلوبة الاعتراف، واضراب المجالس الاقليمية اليوم، الاضراب في القرى منزوعة الاعتراف وضمنها القيصوم والواحة.
واقدم شبان مساء امس الثلاثاء، على اضرام النار في اطارات على شارع 25 بالقرب من شقيب السلام بعد مظاهرة داعمة لقرية سعوة ورفضًا للتحريش ومصادرة الاراضي والاعتقالات اليومية للشبان.
وذكرت الشرطة انه" تم اغلاق الشارع لحين اعادة فرض النظام في المكان. وتم الابلاغ عن رشق سيارات بالحجارة ووضع حجارة على سكك القطار في المنطقة".
وهدمت الشرطة، خيمة الاعتصام التي تم انشاؤها على أراضي قرية الأطرش في النقب، ومنعت أصحاب الأراضي من دخول أراضيهم المهددة بالتحريش.
وعم الإضراب الشامل في عدد من قرى النقب أمس الثلاثاء، وفق ما تقرر بعيد اجتماع طارئ عقد في ديوان عرب الأطرش يوم الاثنين ليستمر اليوم في عدد من القرى.
وأغلق المحتجون يوم أمس الشارع الرئيسي الواصل إلى عراد بئر السبع 31 بالاتجاهين، حيث قال النائب أيمن عودة المتواجد هناك: "عرب الأطرش يغلقون الشارع الرئيسي، وهذا تصرف سليم 100%، لأنّ من يريد هدم البيوت يجب أن يعرف أن الحياة لن تكون طبيعية لأحد، ممنوع أن يكون هدم البيوت أمر عابر، اذ أن معناه إعاقة حياة كاملة، سنعرقل الحياة العامة ما داموا يهدمون".
وكانت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب قد دعت إلى التواجد في أرض نقع بئر السبع صباح الأربعاء كما عمل يوم أمس، فيما أعلن عن قرار بتنظيم مظاهرة حاشدة يوم غد الخميس على مدخل سعوة، عند الساعة الثالثة عصرًا.
دعى وزير الخارجية ورئيس حزب يش عتيد، يائير لبيد إلى وقف اعمال التحريش في النقب بعد الاحداث الاخيرة. مؤكدًا ان حكومة التغيير ملتزمة بحل مشكلة البدو والسكن في النقب ".
وقال رئيس الوزراء السابق نتنياهو إنه "لن يتوقف أحد عن غرس الأشجار في أرض إسرائيل. أقدم الدعم الكامل لقوات الأمن وأطالب بنيت على الفور بإدانة تحريض القائمة الموحدة، شريكه الرئيسي في الحكومة".
وهاجم رئيس القائمة الموحدة منصور عباس رئيس الوزراء السابق نتنياهو قائلا "أبو يائير ، لم توافق فقط على وقف التحريش في النقب ، ولكنك وافقت أيضًا على الاعتراف بثلاثة قرى في النقب ، كما انك استجبت لطلبي في أحد اجتماعات بلفور لتأجيل إخلاء العائلات الفلسطينية من منازلهم في الشيخ جراح".
أبرقت القائمة المشتركة رسالة مستعجلة لوزير "الأمن الداخلي"، عومير بارليف، مطالبة فيها إياه باطلاق سراح المعتقلين الذين بلغ عددهم ٢١ معتقلًا، بينهم قاصرون، خلال تصديهم لاقتحامات جرافات التحريش في النقب.
وجاء في رسالة المشتركة:" دائرة أراضي اسرائيل والكيرين كييمت وبحماية معززة من الشرطة تستكمل منذ يوم أمس عمليات الاقتحام لتجريف أراضٍ وابادة محاصيل زراعية تابعة لقرية عرب الأطرش مسلوبة الاعتراف التي يعيش سكانها فيها قبل قيام دولة اسرائيل لهدف سياسي واضح وهو اخلاء المكان من سكانه الأصليين".
وأضافت الرسالة:" إثر الاحتجاجات التي قام بها أهالي المكان ضد المحاولة للاستيلاء على أراضيهم وطردهم من منازلهم، استعملت الشرطة والقوات الخاصة العنف المفرط ضدهم واعتدت بالضرب المبرح على اصحاب الارض وبينهم اطفال، حيث اعتقلت ٢١ محتجًا بينهم أطفال وجرحى، كما اعتقلت يوم أمس الصحفي ياسر العقبي الذي جاء لتغطية الحدث".
كما طالبت المشتركة الوزير بارليف باطلاق سراح المعتقلين الذين إحتجوا ضد اقتلاعهم من أرضهم.
من جهة أخرى، أطلق نشطاء ومغردون وسم #انقذوا_النقب وذلك في أعقاب الهجمة الإسرائيلية الشرسة على قرى النقب، وخصوصًا في قرية الأطرش التي هدمت فيها الشرطة خيمةً كانت قد نصبت تعبيرًا عن رفض الأهالي لعمليات التجريف بقريتهم.
[email protected]