مصر تسرع وتيرة اعمار غزة ووفداً فنياً رفيعاً لها يصل خلال أيام لتعزيزها بعد غضب وتهديد الفصائل بالتصعيد
في ظل حالة الاحتقان الشديدة التي تسود الأوساط الشعبية والفصائلية المقاومة في غزة بسبب تلكؤ الاحتلال الإسرائيلي في السماح بتسريع وتيرة إعادة اعمار ما دمره خلال عدوانه الأخير على القطاع في شهر مايو الماضي ومماطلته برفع الحصار عن القطاع، علم موقع "الحمرا" من مدير عام وزارة الاشغال والإسكان التابعة لحركة حماس في قطاع غزة والمسؤولة عن الاشراف وإدارة عملية الاعمار المهندس محمد العسكري، بأن وفد فنياً مصرياً رفيع المستوى سيصل القطاع خلال الأيام القليلة القادمة لترسية العطاءات على الشركات المحلية الفلسطينية للبدء بتنفيذ بناء المدن السكنية الثلاث التي اخذت مصر على عاتقها بنائها في القطاع ضمن منحتها المالية الخاصة بإعادة الاعمار.
وتأتي الخطوة المصرية في محاولة من السطات المصرية امتصاص غضب الفصائل التي هددت مؤخراً بتفجير الأوضاع الأمنية وانهاء حالة الهدوء اذا لم يستجب الاحتلال لمطالبها.
وقال العسكري ان المشاريع المصرية الخاصة بالاعمار في القطاع شهدت خلال الأيام الأخيرة سرعة نسبية في العمل، تزامنت مع ضخ السلطات المصرية لكميات كبيرة من المواد الخام الخاصة بهذه المشاريع والتي تشمل بناء بعض الطرق والكورنيش والمدن السكنية وكباري.
وأوضح العسكري أن السلطات المصرية بدأت منذ أيام بتوريد كميات كبيرة من المواد اللازمة لانشاء مشروع الكورنيش البحري غرب مدينة بيت لاهيا "اول مشاريع المنحة"، بعد ان استلمت شركة المقاولات المحلية المشروع، وبدأت العمل الفعلي به منذ أسبوعين.
وفي الوقت الذي يعبر الفنيون الفلسطينيون في غزة عن ارتياحهم من التقدم النسبي في هذه المشاريع يرى السياسيون ان هذا التقدم لن يحل مشكلة إعادة اعمار كون المنحة المصرية التي اعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير لاعادة اعمار غزة بقيمة 500 مليون دولار لم تشمل حتى اللحظة مشاريع إعادة اعمار ما دمره الاحتلال.
وقال مصدر فصائلي مسؤول لـ"الحمرا" ان مصر حولت مشاريعها من مشاريع إعادة اعمار ما دمره الاحتلال الى مشاريع تطويره فقط، الامر الذي أدى الى جمود كبير في عملية اعمار قطاعات واسعة تم تدميرها، وخصوصاً الأبراج السكنية والتي لم تستعد أي دولة او جهة مانحة حتى الان بإعادة اعمارها رغم اعلان بعض الدول وعلى رأسها مصر استعدادها لبنائها عقب انتهاء العدوان.
وأوضح المصدر ذاته ان إعادة اعمار الأبراج وعددها نحو عشرة أبراج تضم نحو 400 وحدة سكنية وتجارية تمثل أولوية واهمية قصوى وبدونها لا يمكن ان يكون هناك اعمار.
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان التقدم في المشاريع المصرية لن يسكت الفصائل عن مطالبة الاحتلال وإلزامه بتسريع عملية الاعمار خلال الأيام القادمة او اختيار خيار التصعيد.
[email protected]