غزال أبو ريا
ما كتبه الا ستاذ غازي ابو صالح على فقدان ابنه الدكتور سيف
كلمة وداعٍ وشكر
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم.
"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت " صدق الله العظيم .
الحمد لله في السراء والضراء, كتب على عباده الموت والفناء هي الدنيا دار فناء وزوال لا تصفو لأحد ولا تدوم على حال هي ان اضحكت ابكت وان سرت أحزنت كل حي فيها يموت ويفنى " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " صدق الله العظيم.
ولدت يا سيف يا ابننا في هذه الدنيا سنة 1965 في مدينة سخنين وتعلمت في مدارسها الابتدائية السلام والثانوية الحكمة وتابعت مشوارك العلمي وانهيت دراستك لتكون معلما تخرجت من الكلية العربية لإعداد المعلمين في حيفا فعملت معلما في مدرسة عبلين الابتدائية وانتقلت لتعمل في المهنة نفسها في الحلان الإعدادية سخنين ,ولم تكتف علما فتابعت دراستك الاكاديمية لتحصل على اللقب الأول والثاني, بتفوق ,في اللغة العربية من جامعة حيفا ومن ثم حصدت وبتفوق اللقب الثالث في اللغة العربية من جامعة تل أبيب سنة 2010 وكانت رسالة الدكتوراه تبحث في الحركة الأدبية العربية في البلاد , ظهورها وتطورها من خلال الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد بين السنوات 1948-2000 فصنعت بدم يراعك صورة الوطن ورسمت بريشة روحك قصة شعبك وسيرة فلسطينيتك تعرف بهويتك وتكون ملامح شخصيتك وطنا يكبر بداخلك ويعظم بأمتك .
تدرجت ابننا في عملك وتلونت زهرة حياتك بعملك الجاد كمعلم ومحاضر ومدير فأدرت ) حتى قطفت يد المنون زهرتك مبكرة في 02/12/2021 ( المدرسة التكنولوجية الثانوية في سخنين وعلمت وحاضرت في كلية صفد وكلية اعداد المعلمين في سخنين فكنت خير من علم وخير من حاضر بتفانيك وعطائك واجتهادك وكنت خير مثل لطلابك وزملائك ومعارفك فأتيت الى هذه الدنيا وعمرت فيها ولكن مع رحيلك عنها بقي اسمك حيا وبقيت ذكراك عطرة .
فمت صغير العمر ولم تمت مكارمك وغبت قبل الأوان ولم تغب سيرتك وغربت شمسك باكرا ولم تغب حرارة دفئك وقلبك وروحك .
تزوجت يا ابننا سنة 1992وكونت اسرة صالحة مع رفيقة دربك سنية فحفظتها وحفظتك وأنجبتما نجلين بشارا وبيانا ورعيتماهما وعلمتماهما طبيبين يرعيان الناس بمحبة وود ومهنية فكنت خير الأب وخير الراعي وكانت خير الأم وخير الراعية .
كنت يا ابننا متدينا ورعا تخاف الله وتقيم كل شعائره وكنت سمحا تمقت المغالاة والتعصب وطنيا تحب بلدك وشعبك وامتك .
يجد الأنسان "بني" كلمات ليقولها في وداع امه وأبيه وفي وداع زوجه وأخيه ولكنه "بني" لا يجد كلمات ليقولها فيك ... فالمهجة أنت والمقلة انت والروح انت والحياة انت لأنك الأبن أنت والبكر أنت !
تركتني" بني" مكسورا وتركتنا "بني "عائلة تلملم اشلاءها ,اجبر كسور نفسي بتقواي وايماني بالله وبحضور اخوتك وابنيك وأهلك من بعدك وتداوي جراحها بحبك وحب الناس لك وتصبر على فراقك بما امدنا الله من ايمان وتقو وبما امدنا أهلنا ومعارفنا في سخنين وخارجها من حب وثبات واحتضان وحسن تعزية ومواساة .
فشكرنا عميق وشكرنا صادق وشكرنا خالص لكل أهلنا وأناسنا ممن واسانا في محنتنا ومن وقف معنا في مصابنا لكم كلكم أهلنا في الداخل والخارج أسمى آيات الشكر والعرفان ونعاهد الله ونعاهدكم أن نقو معكم وان نقو فيكم وان نشاطركم ونشارككم افراحكم ونسأل الله أن يمدكم بالعافية والعمر والعمل والأمل .
ولك ابننا الغالي نقول تغمدك الله في رحمته وأسكنك فسيح جناته يا من سكنت القلب وساكنت الروح ولنفسك نقول " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق اله العظيم .
باسم العائلة غازي أبو صالح وأبنائه واخوانه وأقاربه
[email protected]