نظّم حزب الوفاء والإصلاح بالتعاون مع المجلس المحلي جديدة المكر مساء أول أمس الجمعة 3/12/ 2021ندوة بعنوان " العنف في الداخل الفلسطيني تحديات وحلول"، حيث تولى عرافة الندوة أ.يوسف كيال مسؤول الفرع المحلي للوفاء والإصلاح في جديّدة المكر، الذي قال في مستهل عرافته "قلوبنا تعتصر ألما علي شلالات الدم والعنف الذي يستشري، وآخرها في أم الفحم مرورا بجديّدة المكر إلى كافة القرى والمدن" ثم قال: "من حقنا، وحق أبنائنا وأحفادنا أن ينعموا بالحياه الكريمه الهادئه" ثم قال " كلي أمل أن هذه الغمامه ستزول"، وأردف كيال" علينا أن نكون، إما مبادِر او متفائل مع المبادرة".
المهندس سهيل ملحم رئيس المجلس المحلي جديده المكر، كانت له المداخلة الأولى حيث رحب من خلالها بالحضور و المحاضرين ، وتحدث عن الدور الكبير الذي بإمكان السلطة المحلية أن تلعبه في "احتضان الشباب وزرع الأمل والتفاؤل في النفوس" و أكد أن وجود الصروح الثقافية كالمكاتب العامة، حيث تُعقد فيها اللقاءات والأمسيات، التي من شأنها تزويد الشباب بالمعلومات والثقافة والحضارة، ومن شأنها أن تزرع و تغرس القيم الأخلاق والمبادئ والانتماء والعطاء في النفوس... وأكد على أهميه الأمل والأفق أمام الشباب، ما من شأنه يخرجهم من السهر السكر والمخدرات والسلاح إلى العمل .
وأكد ملحم كذلك بأن " الرؤية الواضحة في قضية الأرض والمسكن هي أهم سلاح وأهم سبب في حل مشكلة العنف والجريمة" مستذكرًا الأمل الذي دب في الشباب في جديّدة المكر عند المصادقة على مخطط طنطور.
الباحثة الاجتماعية والأسرية أ. دانية حجازي، كانت صاحبة المداخلة الثانية حيث ركّزت على أهميّة التوازن بين الوالدين وسلوكهما، وذلك يبث الطمأنينة داخل الأسرة لأنهما القدوة الأولى للأولاد ومحط التقليد إيجابًا وسلبًا بالذات في الفئة العمرية بين 10-12 سنة ( العمر الوسطية) التي هي أخطر مرحلة، ففيها يتم تكوين الشخصية، ثم تحدثت عن جيل 12-18 هو جيل البحث عن الذات والارتباط بالأصدقاء، ووجهّت حديثها للأمهات قائلةً يجب أن نقضي وقتًا طويلًا مع أولادنا، فالأم كالإسفنجة تمتص كل أحاديث الولد وتبدأ بتعديل سلوكه وإعطائه حلولًا لمشاكله، ثم وجهت حديثها للآباء قائلةً " الأولاد ليسوا فقط بحاجة الى الرعاية ( أكلٌ وشرب، لباس وراحة وبيت)، لكن الأمان يتطلب الجلوس والحوار ولعب الكرة وقراءة القصة ومناقشة الفيلم والمرافقة لزيارة الأرحام كأصدقاء وحذّرت المحاضرة من خطورة تسلّط أحد الوالدين لأن الولد يميل إلى الوالد/ة المسيطر/ة" ودعت أ. حجازي إلى حل المشاكل الأسرية داخليًا وليس على الملأ ودعت الأهل في ختام مداخلتها إلى تثقيف أنفسهم وربط أولادهم بالمساجد والمدارس ثم قالت: "التقوى هي التي توصلنا الى الطريق الصحيح"، ون هنا سيبدأ تحضير الجيل القادم .
الدكتور سامي جمال محاجنة المحاضر في كلية بيت بيرل تحدث في مداخلته عن ظروف الداخل الفلسطيني بُعَيْد النكبة وتأثيرها على البُنية الاجتماعية قائلًا " نحن كولد يتيم" ثم تحدث عن شعار المرحلة يومها " دبّر حالك ولو على حساب غيرك" ثم ذكر الاحصائية بأن 40% من الشباب العرب ما بين 18-24 عامًا هم بدون إطار تعليمي أو عمل، بالتالي "عصابات الإجرام في الانتظار" وذكر كذلك أن النسبة بين الطلاب الجامعيين العرب هي 70% إناث و30% ذكور قائلًا ان هذا من شأنه إحداث خلل في الأُسَر حيث انعدام التكافؤ بين الزوجين، وحثّ المحاضر على ضرورة إعطاء الأولاد المهارات الكافية للتعامل مع الأزمات لأن الاحباط هو أحد مسببات العنف ونوّه جمال الى عدم الاستطاعة في تشكيل مجتمع فلسطيني في الداخل، وبقي الإنتماء للعائلة أو الحمولة هو المهيمن وهذا ما ينعكس ويهيمن على السياسة المحلية وبالتالي يوصل الى العنف، ثم أكّد الدكتور على ضرورة أن يكون العلم غاية وليست وسيلة لتحصيل المال والجاه، وأن على المتعلمين أن يغيّروا من شخصياتهم إلى الأفضل ثم تحدث عن التمدن ( الهاتف/ السيارة) التي هي بحد ذاتها جيدة ومطلوبة ولكنها " خربطت" القيم والعلاقات.
رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل ،كانت له المداخلة الأخيرة الذي استذكر في بدايتها أنواع العنف التي يعاني منها مجتمعنا وهي: العنف الإعلامي، حيث يتم تضخيم السلبيات على حساب الإيجابيات، العنف السياسي في الانتخابات، عنف الشوارع وعنف الملاعب وحول الصنف الأخير دعا أبو ليل السلطات المحلية والمسؤولين إلى التنويع في الرياضة وفتح مسارات أخرى عديدة من الرياضة وعدم حصر الرياضة في كرة القدم التي وللأسف تتكرر فيها أحداث العنف.
ثم نوّه الى أنّ نسبة الطلاق في الداخل هي 40% حيث الأولاد هم الضحية وفقدان الحضن الدافئ.
وأكّد على ضرورة استعادة وغرس القيم، من احترام الكبير الى احترام المعلم ثم احترام الشارع. وأكّد رئيس حزب الوفاء والإصلاح على أهمية البيت قائلًا: " البيت.. البيت...البيت...أولًا وآخرًا".
وطالب أبو ليل " العائلة الكبيرة" بأخذ دورها ضد العنيفين أوالمجرمين من أبنائها، وحثّ المجالس المحلية على تفعيل البرامج اللامنهجية النافعة وأكّد على دور المسجد ثم المدرسة، مؤكدًا ضرورة تعميق الجديّة في التربية بحيث تُعطى الدروس التربوية للمعلمين المؤهلين لهذا الدور ودعا الى التعاون بين الأهل والمدرسة، وبين المدرسة والسلطة المحلية وفي ختام اللقاء أكّد على أنّ الوعي الوطني مع ضرورة الانتباه للمخطط الذي يشغلنا والاهتمام بالقضايا الكبيرة ( القضية الفلسطينية، حق العودة، حفظ اللغة...إلخ) من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف وقال نحن اصحاب دور ادبي وتربوي ... نستطيع نستطيع نستطيع....
[email protected]