حمدًا لك يا ربي، لا تضيع لأحد حق مهما أكل الدّهر وشرب عليه. وألف ألف همسة شكر وعرفان لك يا بحر، يا أب الكون وكنونه، يا من وصفوك بالغدّار، الأناني، الجبّار، العنيد القهّار.
الطّائفة المعروفية، المعروفة التي ترد الجميل، ترى فيك الصديق الوفي، الحميم المحافظ على الأمانة، فما أروعك يا رمز العطاء يا مداوي الهموم والجراح في أعماقك، وعلى شاطئ رمالك السّاحرة تخفي وتدفن رموز وأسرار الكون وتحافظ عليها إلى يوم الدين.
بالأمس القريب، أرسلتَ بإرادتك الجبارة رسولا لترجع الأمانة الى أصحابها، لعثوره على حوالي ألفين قطعة ذهبية قديمة، نادرة الوجود لا تقدر بثمن تعود إلى الخليفة الفاطمي في مصر الحاكم بأمر الله ،وعليه تعود ملكية هذا الكنز إلى الطائفة المعروفية، لأنهم سلالة الدولة الفاطمية تم انتشالها من قاع البحر قبالة مدينة قيساريا التاريخية في حالة ممتازة، وعمرها حوالي ألف سنة، يُعتقد أنه تم صكها في الفترة المذكورة كما يبدو نتيجة عوامل طبيعية تشمل وثائق تاريخية مميزة ونادرة، يبدو أنه كان على متن سفينة تجارية كانت تحمل هذه الأموال التي جُمعت كضريبة لدفع رواتب للموظفين، أرسلت من مصر للجنود في منطقة قيساريا، وهذا غير قابل للشك والجدل ومثبت دينيّا وتاريخيًا.
ومدينة قيساريا كانت ،آنذاك حافلة ومزدهرة بتاريخها وآثارها، بناها الكنعانيون وسمّوها برج ستراتون، وكان معاوية بن أبي سفيان قد فتحها بعد محاصرتها حوالي سبع سنوات، وشهدت الكثير من الحروبات والفتوحات.
زاوية رماح، توجه نداء إلى قيادة الطائفة الدرزيّة، الدينيّة والسياسيّة لتشكيل لجنة مشتركة تعمل معًا وسويةً، وبنوايا سليمة ، تأخذ على عاتقها معالجة، ومتابعة هذا الحدث التاريخي مع السلطات الخاصّة بغية التوصل إلى اتفاق يقضي بإرجاع الحق، مع أني على قناعة أن في بلادنا صدقت المقولة :
يضيع الحق ويضيع الطالب!
[email protected]