زمان موسم قطف الزيتون كان عيد ،والمدارس تعطل،"عطلة قطف الزيتون"،والعائلة كلها من ساعات الصباح في الحقول،العائلة سعيدة ،مع بعض،وساعة الافطار شويت مجدرة،والكل مبسوط،ونقحوش ما تبقى من المجدرة بقاع الطنجرة واللي معه بالزوادة بطيخة هذا غريب ومدلل، سمعنا بائع الهريسة ينادي"الهريسة ،الهريسة،الهريسة"،كنا سعداء ومبسوطين عندما اكلنا"فرضة هريسة"،واليوم اللي ابو زيد خالو اللي بقنع عيلتو يقطفوا الزتوتات،كل شئ تغير،وبكل قعدي "والله مش عارفين مين بدو يحوشلنا الزتونات"،والاولاد اليوم من مؤيدي"لخمنيا" "باجيت" "كريب"ونغني "أحن الى خبز أمي ،وقهوة أمي"كل الأمور تتغير ،وشجرة الزيتون حائرة ،أين الأحباب؟
أسمع أشخاصا يقولون الزتون "بطل يوفي",يعني غير مربح، وآخر سمعته يقول״أذهب الى الزتون ؟وتبقى شجرة الزيتون حائرة ، مرتبكة في هذا الزمن!
ونغني في يوم الأرض وننشد "الارض بتتكلم عربي الأرض الأرض"ومليح يا جماعة واحد يكون عنده شركة للقوى العاملة تشغل عمال في قطف الزيتون ،
تمسكنا بالأرض مهم وهذا ما يجب أن ننقله لأولادنا وأحفادنا وأعود من حيث بدأت ،ما أجمل ان تكون العائلة مع بعضها تقطف ثمار الزيتون،هذا يوحد العائلة ويجمعها كما يجمعنا شهر رمضان الفضيل،خاصة ونحن في زمن أولادنا ونحن الآباء نكرس وقتا لشبكات التواصل الاجتماعي ولا نتحدث كفاية مع أولادنا،وما احلى عندما كان الأب ينقل ثمار الزيتون للمعصرة والأبناء معه ينظرون وبلهفة الى عصر الزيتون وعندما يخرج الزيت ،"والجفت" جانبا وفي المعصرة الخبز وقليلا
من الزيت والزعتر واللبنة،وكنا ننتظر ساعات حتى يأتي "دورنا" ،وكلنا سعداء لا نشتكي،وعندما كنا اولادا اعتاد الاهل نقل الزيتون مع ساعات الظهر والمساء على ظهر الحمار.
يجب تحويل موسم قطف الزيتون الى عيد ، وعطلة للطلاب،،وان تقوم المدارس كما كنا سابقا بتكريس فعاليات مدرسية لشجرة الزيتون،انواع الزيتون،سوري،نبالي الخ،وكيفية خزن الزيت،مكانة شجرة الزيتون في الديانات،رمزية الشجرة؟،
المطلوب ان نترجم قيمنا الى سلوك،وإذا تبنينا قيمة حب الأرض والإنتماء لها ان نترجم القيمة الى سلوك وهذا امتحان لمواقفنا وان لا نبقى نصرح عن قيم ولا نترجمها الى مرحلة التطبيق والسلوك، عبر السنين سمارنا من سمار الارض،وتعيش الأرض بنا ونعيش بها فهيا نتمسك بارضنا واعتادت امي رحمها الله ان تقول،"الأرض بتفرح عندما يزورها صاحبها وتبتسم له".
[email protected]