الكثير منّا متزوج، لكن القليل لديه شريك حياة! نعتبر العنف ضد المرأة رجولة، لقد أدخلنا أنفسنا في شجار الحياة الصّاخبة، وعقدنا مجرى ونمط حياتنا، حتى أصبح نمو الأمل وتحقيق الآمال وإشراق غد أفضل شبه مستحيل.
عدلنا ثلج إن رأته الشمس ذاب، فأي قيمة توجد للإنسان وحياته؟ وكيف لنا أن نستوعب وجود شرفاء وأصحاب ضمائر، ونحن ملوّثون في داخلنا، نفكر فقط في مشاعرنا ومصالحنا؟
كل صباح، عندما أصحو وأرى نور الصباح وأرتشف قهوتي مع شريكة حياتي في حديقتي الخاصة "حديقة الأحفاد بإدارة حفيدتي لموش "، أشعر أني ملكت الكون وكنونه، وأني أسعد إنسان، أشكر خالقي وأسأله أن يصب علينا نفحات الإيمان، عافية الأبدان ورضا الرحمن، يلبسنا ثياب الصّحة والعافية، ويبعد عنا الحساد والظلام وأولاد الحرام، ويجعلنا من أهل الوفاء والعرفان.
وا أسفاه! أصبح كل شيء يحيط بنا يخيفنا ويقلقنا، ابتداء من جدران وسطوح البيوت وما يجري داخل أسوارها، سماع نشرة الأخبار الصباحية، ضحكات المارة، ضجيج العمل في الورش، وصدى الموسيقى المزعجة الصادرة من السيارات، صفير سيارة الإسعاف ومطاردة الشرطة للشبان المتهورين، عجلات الحافلات وسيارات الشحن التي تقاد بوحشية وحتى نظرات الناس لبعضها. كل حركة أصبحت مشكوكًا فيها، وتخفي أسرارًا مبهمة، نموت كل لحظة وننتظر الحادثة والتصفية القادمة، حتّى سيطر علينا التوتر والتهور واللا مبالاة.
زيفت مشاعرنا واختلطت بالندم والخوف، حتى أوقات السعادة الحقيقية مشكوك فيها ومختلقة نشكّ بأي شيء وبكل شيء وبمن أضحكنا وأبكانا.
للخلاصة أقول: لا أنكر أن الحياة علمتني أن أعامل فلانًا وعلانًا كالإعراب؛ منهم من يستحق الرفع، وبعضهم النصب، منهم الكسر، منهم الجر، منهم النفي، ومنهم ليس لهم محل في الإعراب.
فليس القوي من يكسب الحرب دائمًا، وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما.
فكل شيء جميل في الشتاء عدا ارتجاف الفقراء والمساكين.
[email protected]