قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور يوسف الحساينة، أن الفصائل كثفت خلال الساعات الأخيرة من تواصلها واتصالاتها مع مختلف الأطراف العربية والدولية وعلى رأسها مصر والأمم المتحدة من أجل الضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته على الاسرى في السجون الإسرائيلية.
وأضاف الحساينة في حديث لـ"الحمرا"، إن الفصائل وبشكل موحد أرسلت رسالة موحدة للاحتلال عبر هذه الأطراف بأنها لن تسكت عن جرائمه بحق الاسرى، وحذرته من أنه يدفع المنطقة باتجاه مواجهة عسكرية حتمية.
وأشار الحساينة إلى أنه ولغاية اللحظة لم تتلق الفصائل رداً من هؤلاء الوسطاء بوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الاسرى، معرباً عن امله في نجاح جهود هؤلاء الوسطاء في لجم ووقف الاعتداءات الإسرائيلية خلال الساعات القادمة.
وفي السياق ذاته، واصلت الفصائل بغزة أنشطتها وفعاليتها المختلفة دعماً ومساندة لابطال الهروب العظيم والأسرى في سجون الاحتلال في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن المقاومة لن تخذل الأسرى ولن تنسى أو تتجاهل معاناتهم ولن تتركهم وحدهم وهي مستعدة لأن تحارب العالم كله من أجلهم، وتحرق كل من يقترب منهم أو يهدد حياتهم.
وأضاف مزهر في كلمة له خلال مؤتمر صحفي بغزة تابعه الحمرا أن الشعب الفلسطيني أعلن التعبئة الشاملة ووضع كل طاقاته وإمكاناته خدمة لمعركة الحرية، وبدأ استعداداته الميدانية لانتفاضة شعبية شاملة، محذراً الاحتلال من مواصلة هجمته الاجرامية الواسعة بحق الاسرى، مؤكداً أن الشعب لن يقف مكتوف الأيدي، والتصعيد سيقابل بالتصعيد.
وشدد مزهر على أن عملية انتزاع الحرية التي نفذها الاسرى الستة حبست أنفاس العالم لدقة التخطيط وجرأتها العالية، ووجهت لطمة قاسية للمنظومة الأمنية الاسرائيلية، وأظهرت قدرة شعبنا على الانتصار على الاحتلال المدجج بأعتى الأسلحة بأبسط الإمكانيات، مؤكداً أن هذه العملية بدون أدنى شك ستكون بداية مرحلة جديدة وبوارق أمل لمزيد من هذه العمليات النوعية.
واعتبر مزهر أن ما يحدث الآن داخل سجون الاحتلال خطير جداً، و"هذا يجعل من الأوضاع مفتوحة على جميع الاحتمالات، فقضية الأسرى من قدسية قضايا القدس واللاجئين"
وقال ان الشعب الذي خاض معركة سيف القدس دفاعاً عن القدس والمقدسات، مستعد لأن يخوض معركة مفتوحة وشاملة من أجل الأسرى، داعياً إلى توفير الحماية لأبطالنا الستة وما يتطلبه ذلك من مواصلة عمليات التشويش والارباك والالهاء لقوات الاحتلال.
كما دعا الجماهير إلى إعلان الغضب العارم والتصعيد الشامل والاشتباك المفتوح مع الاحتلال على مواقع التماس اسناداً للأسرى في معركتهم ضد الهجمة الاحتلالية، واعتبار اليوم "الجمعة"، جمعة الحرية انتصاراً وشراكةً مع أسرانا البواسل في انتفاضة الحرية.
وطالب مزهر مصر للتدخل العاجل للضغط على الاحتلال من أجل وقف جرائمه بحق الحركة الاسيرة، مشدداً أنه لا مجال أمام شعبنا إلا حماية أسراه بالتصعيد والانفجار إذا ما واصل الاحتلال عدوانه على الاسرى.
كما طالب الجماهير العربية بأن تنتفض وتلتحم في كل الميادين بالملايين دعماً وإسناداً لنضال شعبنا وأسراه، وتأييداً لقضيتنا ومحاصرةً وعزلاً للاحتلال وفضح وجهه العنصري والإجرامي، داعياً الأحرار في العالم لتنظيم الاعتصامات والمسيرات انتصاراً لفلسطين وأسراها البواسل.
من جانبها قالت حركة فتح أن الجماهير لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم المساس بأسرانا الأبطال في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وحملت "فتح"، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، حصل الحمرا على نسخة منه، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة الأسرى، واعتبرت أن ما تقوم به إدارة سجون الاحتلال بحق هؤلاء الأسرى بمثابة جرائم حرب، مؤكدة أن القانون الدولي يحتم ضمان حياة الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى الكفاح الوطني الفلسطيني من أجل الحرية وتقرير المصير، تماما مثل كافة شعوب العالم.
وحذرت سلطات الاحتلال من مغبة المساس بحياة الأسرى الفلسطينيين الستة الأبطال، الذين مارسوا حقهم المقدس بالحرية، مؤكدة أن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال هو حق مشروع، وأن الاحتلال ذاته هو الباطل بموجب القانون الدولي، وأن كل من يقاوم هذا الاحتلال هو مناضل من أجل الحرية.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، إن المساس بالأسرى سيمثل تصعيداُ خطيراً، مضيفاً ان الفصائل الفلسطينية تتابع عن كثب.
وأكد رضوان في بيان صحفي، أن المساس بالأسرى يمثل خط أحمر و"أن خيارات المقاومة مفتوحة للدفاع عنهم"، مشدداً على أن عمليات التنكيل والقمع والإعتداءات الإجرامية بحقهم، هي محاولة فاشلة لتغطية فشله علي ما فعله الستة الأبطال الذين خرقوا المنظومة الإسرائيلية".
بدوره، قال الناطق الاعلامي باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق سلمي ان استمرار حالة الغضب الشعبي في وجه الاحتلال ستحسم المعركة لصالح الاسرى الأبطال وسيكسر عدوان مصلحة السجون بحقهم.
واعتبر سلمي في تصريح صحفي، ان وحدة أسرانا في معركتهم تفرض علينا جميعاً أن نقف معهم وأن نبقى موحدين خلفهم، وهذه الوقفة الوطنية الواجبة هي الترجمة الحقيقية للإجماع الوطني على قضية الأسرى.
ومن المتوقع ان تشهد الأراضي الفلسطينية اليوم اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال تضامناً مع قضية الاسرى.
[email protected]