إن حريق الأقصى الذي أشعله شخص مسيحي صهيوني حاقد متطرف يوم 1969/8/21 قد رعته وغذّته الصهيونية بكل أذرعها الرسمية والشعبية, كان "الحريق " الاحتلالي سنة 1948 وما زال ممتدًا إلى كل قدسنا, احتلالًا للأرض وقمعا للإنسان الفلسطيني وطمسًا وتهويدًا لمعالم هويتنا الحضارية في مدينتنا الغالية, طالت يد العدوان الأحياء والأموات, وما زالت في المسجد الأقصى المبارك ومأمن الله وحارات المدينة: المغاربة والشرف وعين كارم والشيخ جراح وسلوان والبستان وبطن الهوى وغيرها من الأحياء الإسلامية والمسيحية شرق المدينة وغربها, وغيرت بعض الأسماء الى أسماء عبرية تزويرًا وتدليسًا, زاعمين أن لهم حقا في مدينتنا المقدسة.
الحمل ثقيل على كاهل الفلسطيني, فمع مرور السنوات ازداد القمع والإجراءات التعسفية الظالمة في ظل تخاذل وتآمر دولي, وزاده ألمًا طعنة بعض الأنظمة العربية بتطبيعها مع المؤسسة الإسرائيلية وباتت بكل صلف تلمع صورة المؤسسة الاحتلالية وتتغاضى عن جرائمها وتتخلى وتلاحق صاحب الحق الكامل، ألا هو الفلسطيني العربي.
على الرغم من ذلك, ما زال الفلسطيني البطل صامدًا ثابتًا يقارع ويقاوم هذا العدوان, يرابط في الأقصى وأحياء القدس, لا ترهبه ملاحقات وسجون وقمع وقتل وغرامات تعسفية وتضييق على كل الأصعدة.
مع كل الظروف شدةً وصعوبةً, سنبقى نؤكد المرة تلو المرة دون تردد ولا تلعثم أن المسجد الأقصى بكل مساحته 144 دونمًا هو أرث وحق إسلامي كامل، ولا تفويض لأي كان أن يتنازل بل حتى أن يفاوض عليه وكل تصرف وإدارة لغير المسلمين هو احتلال باطل, وهي كذلك مدينة القدس كاملةً بكل أحيائها ومعالمها إسلامية عربية فلسطينية, لا نعرف لها مسمى آخر, ومن المؤسف والعار أن يردد بعض أبناء جلدتنا ومن شعبنا ويقسم القدس إلى شرقية وغربية, وينخرط طوعا في اللعبة الصهيونية والكنيست المشرعن لكل احتلال وقانون عنصري.
وكما قال الشاعر الفلسطيني راشد حسين مخاطبًا الاستعمار الفرنسي في الجزائر:
سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر إن الشعوب إذا هبت ستنتصر
مهما صنعتم من النيران نـخمدها ألم تروا أننا من لفحها سمر؟!...
نحن نقولها للمؤسسة الإسرائيلية وأذنابها، إنا باقون واحتلالكم إلى زوال, بصمودنا وثباتنا وعزيمتنا منتصرون على الظلم مهما علا وتجبر أو طال, فليس بعد الليل الا نور فجر يتسامى.
ثباتًا وصبرًا يا شعبنا في نصرة القدس وأهلها.
[email protected]