يترقب سكان قطاع غزة وإسرائيل ودول أخرى ما ستحمله الساعات القادمة من تطورات على الصعيد الأمني والعسكري خلال تنظيم المهرجان الحدودي الذي دعت اليه الفصائل الفلسطينية عصر اليوم على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل.
وعلى الرغم من التطمينات القوية التي حصلت عليها القاهرة باعتبارها الوسيط الرئيسي في مباحثات وقف اطلاف النار من الفصائل بالحفاظ على الهدوء وضبط الأوضاع الأمنية ومنع الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي الا ان الكثيريين يحبسون انفاسهم تحسباً من عدم قدرة قوات الضبط الميداني التابعة لحركة حماس المنتشرة على الحدود السيطرة على جموع المشاركين في المهرجان الذي يأتي تنظيمه احتجاجاً على استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويعتبر المحللون والمراقبون انه يتوقف على طبيعة اخراج المهرجان الكثير من الأمور اما الذهاب نحو تحقيق التهدئة المؤقتة او الذهاب الى جولة تصعيد غير معروفة نتائجها ومداها.
وفي صورة تعكس مدى خطورة الأوضاع العسكرية في القطاع كثف الوسطاء الدوليون وعلى رأسهم مصر وقطر والأمم المتحدة من جهودهم خلال الساعات الأخيرة لحث الفصائل على ضبط النفس وعدم جر المنطقة لموجة تصعيد قد تصل الى حرب كما افاد مصدر مطلع وموثوق للحمرا.
وأضاف المصدر الذي شدد على عدم ذكر اسمه ان الفصائل وعلى رأسها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتشكل التنظيم العسكري الأكبر تلقت سيلاً من الاتصالات والرسائل خلال الساعات الأخيرة، مبيناً أن الهدوء بشكل عام مرهون بمدى استجابة إسرائيل لمطالب الفصائل وسكان القطاع والمتمثلة برفع الحصار والسماح بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة الذي استمر 11 يوماً.
وأوضح المصدر ذاته ان اغلاق المصريين لمعبر رفح صباح الاثنين الماضي وحتى الان لن يحقق مبتغى الوسطاء باقناع الفصائل بتهدئة الأوضاع بل سيزيد من غضبها وان كانت لا ترغب في ازعاج او اغضاب المصريين ولكنه شدد على ان الفصائل لن تنحني امام اية ضغوطات ما دامت لا تلبي الحد الأدنى من المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.
وقال المصدر نفسه ان كل الخيارات تبقى قائمة مع إدارة إسرائيل ظهرها للمطالب الفلسطينية وكذلك مطالب الوسطاء الذين فشلوا على مدار الثلاثة اشهر الماضية والتي أعقبت انتهاء العدوان في اقناع إسرائيل برفع الحصار والإجراءات العقابية عن القطاع.
وتأكيداً لما نشره موقع الحمرا امس، حول تطمينات الفصائل لمصر بالحفاظ على الهدوء اليوم، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن مصر نقلت رسالة إلى إسرائيل أبلغتها فيها أن التظاهرة التي ستنظم على حدود غزة اليوم ستمر بهدوء نسبي.
ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إن حماس ستوقف التظاهرات العنيفة على السياج الحدودي. وفق تعبيرها.
وأشارت المصادر وفق "القدس" إلى أن هذه الرسالة ذاتها نقلت يوم السبت الماضي من قبل مصر، إلا أن المسيرة شهدت أعمال “عنف” كبيرة.
ووفقًا لذات المصادر، فإنه بعد ما جرى على الحدود شعرت مصر بالحرج ولذلك أغلقت المعبر.
وقالت المصادر، إن إسرائيل بعثت برسالة غاضبة إلى مصر بأنها تتوقع منها التحرك وفرض عقوبات على حماس، ما أدى لإغلاق معبر رفح.
وتقدر مصادر عسكرية إسرائيلية، أنه في حال سارت أحداث اليوم بهدوء كما وعدت حماس، فإن مصر ستعيد فتح معبر رفح غدًا.
[email protected]