عمم النائب منصور عباس بيانا جاء فيه:" أبناء وبنات مجتمعي الكرام،لا شك أن اليوم هو نقطة تاريخية وبداية لمرحلة جديدة، مرحلة تحمل أملًا لمجتمعنا، مرحلة نكون بها نحن العرب لأول مرة مؤثّرين وقادرين بشكل فعلي، على انتزاع حقوقنا ضمن قواعد اللعبة السياسية البرلمانية في الدولة.
سمعت الكثيرين يقولون إن الوصول إلى هذه النقطة كان أمرًا شاقًّا وصعبًا، ووصلتني مئات الرسائل تهنّئني من جهة، ولكن تواسيني من جهة أخرى على تحمّلي للمستوى البذيء الذي وصل إليه المنافسون.
وأنا إذ أشكر كل مَن دعمني وهنّأني وكل من "واساني"، إلا أنني سأفاجئكم وبصراحة، أنني توقعت أن يكون الطريق شاقًّا، بل توقعت أن يكون شاقًّا أكثر ومعقّدًا أكثر.
وعند طرحي لهذا النهج، والتفكير بالعوائق والمراحل والتّبعات، لم أتوقّع فعلًا أن نتمكّن من إنجاز ما أنجزناه في هذه المدة الزمنية القصيرة. بل توقعت وكنت أحسب، بأنّ علينا البدء بهذا النهج، وأن النتائج والتغيير في مكانة العرب السياسية في البرلمان، ستحتاج إلى بضع سنوات.
رغم كل محاولات التشكيك والتخوين والإفشال، أصبح نهجنا اليوم أكثر وضوحًا للناس. ومن المهم أن نُذكّر دائمًا ببوصلته وأهدافه التي كانت وما زالت، تغيير وتحسين واقع مجتمعنا العربي إلى الأفضل، وتمكينه وتعزيز ثباته، وتقديم حلول لقضاياه الحارقة.
وفق هذه البوصلة، ولتحقيق هذه الغاية، كان هدفنا الأول: عدم البقاء في دكّة الاحتياط، ودخولَ العرب إلى اللعبة السياسية كلاعب أساسيّ وزيادة تأثيرهم على مجرياتها ورفع تحصيلهم منها.
وأول خطوة لتحقيق ذلك كانت خروج العرب من تبعية اليسار وصفوف المعارضة وتحويلهم إلى قوة مستقلة فاعلة تتحرّك وفق مصلحة العرب فقط.
والخطوة الثانية كانت بتبنّي أسلوب حكيم في العمل، والابتعاد عن الشعبوية التي لم تنفعنا بشيء سنين طويلة، بل زادت الطين بلّة، وقدّمت شمّاعة تعلل بها المؤسسة أسباب التمييز.
علينا أن نعلم جيدًا أن اليوم هو إلى حد ما نهاية المرحلة الأولى فقط، وبداية مرحلة جديدة تحمل أهدافًا جديدة. وهي مرحلة قادرة على أن تحمل الكثير من الخير لمجتمعنا، ولكنّها بالتأكيد ستحمل الكثير من التحديات أيضًا.
إنّ أهداف هذه المرحلة الجديدة، ستكون أولًا: الحفاظ على بقاء العرب في دائرة التأثير، وترسيخ مفهوم وأهمية كوننا قوة مستقلة.
وثانيًا: أن نرسّخ في ذهننا جميعًا أنّ تحقيق جميع مطالبنا كمجتمع عربي يحتاج إلى مدة زمنية قد تكون بضع سنوات داخل دائرة التأثير.
ولهذا، كنت قد ذكرتُ سابقًا عدة مرات، أنّ الاتفاق الائتلافي للموحدة، رغم أنه يشمل قضايا كبيرة وحارقة لمجتمعنا وإنجازات وميزانيات غير مسبوقة، إلا أنه نقطة البداية وليس نقطة النهاية، ولذلك علينا الاستمرار بالعمل لتحقيق جميع مطالب مجتمعنا، ومعالجة الغبن التاريخي الذي عانينا منه سنوات طويلة بسبب سياسات التمييز، وفق رؤية واضحة واستراتيجية بعيدة الأمد.
لتحديد هذه الرؤية علينا أن نسأل أنفسنا: أين نريد أن نكون، وكيف سيكون حال مجتمعنا بعد خمس سنوات؟
هنا، من الضروري أن نعي أن تغيير الواقع يكون تدريجيًّا، فمن الممكن أن نحقق اليوم هذا المطلب وذاك، وأن نحقق بعد فترة غيرها من المطالب، ضمن الرؤية التي وضعناها لتحسين واقع مجتمعنا للأفضل.
من الأخطاء الشائعة لدى بعض السياسيين هي انعدام الرؤية، واستعجال قطف الثمر، ووضع مطالب وِفق معادلة "صفرية": إما أن نحصل على كل ما نريد، وإما أن نعترض ولا نحصل على شيء بالمرة.
وهذه من أبرز الأسباب لما وصلت إليه أحوالنا وأوضاع مجتمعنا الصعبة اليوم.
لا بدّ أن نؤكد أن هذه المعادلة "الصفرية" هي اسم على مسمى، وقدرة تأثيرها على واقعنا هو صفر، ولهذا، لا مكان لها في نهجنا السياسي.
أبناء وبنات مجتمعي الكرام،
الحكمة والمسؤولية وبُعد النظر، هم عنوان المرحلة القادمة، ونحن في القائمة العربية الموحدة لدينا الرؤية الواضحة، والنفس الطويل، والحاضنة الشعبية المتفهّمة والداعمة لخطواتنا والتي تزداد يومًا بعد يوم، وسنبقى نسعى لتحسين أوضاع مجتمعنا ولتحقيق ما عاهدناكم عليه، وسنكون دائمًا صوتكم الواقعيّ والمؤثر والمحافظ على طول الطريق.
[email protected]