قالت مصادر طبية عراقية: "إن 27 شخصا على الأقل من مرضى كورونا توفوا وأصيب عشرات آخرون، جراء حريق نتج عن انفجار أسطوانات أوكسجين في مستشفى ابن الخطيب جنوبي العاصمة بغداد، والمتخصص لعلاج مرضى (كورونا)".
وأضافت المصادر الطبية أن القتلى والمصابين سقطوا جراء إصابتهم بحروق وحالات اختناق في الحريق الذي شب مساء السبت، بحسب ما جاء على موقع (الجزيرة نت).
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصادر الطبية قولها إن الحريق نجم عن انفجار سببه "عدم الالتزام بشروط السلامة المتعلقة بتخزين أسطوانات الأوكسجين".
من جانبه، أعلن مدير عام الدفاع المدني في العراق اللواء كاظم سلمان بوهان إنقاذ 90 مريضا من حريق مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد، بحسب ما جاء على موقع (روسيا اليوم).
وقال في تصريح للصحفيين: "أنقذنا 90 مريضا ومرافقا في مستشفى ابن الخطيب من أصل 120 مريضا ومرافقا".
وأضاف، أن "الحريق اندلع في الطابق المخصص للإنعاش الرئوي في مستشفى ابن الخطيب، ولم تحدد أسبابه بشكل دقيق" بعد.
بدوره، وجه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بالتحقيق في حادث حريق مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد.
ونعى الكاظمي حسب بيان حكومي "شهداء الحادث المأساوي الذي وقع في مستشفى ابن الخطيب وأمر بالتحقيق الفوري في أسباب وقوع الحادث مع المعنيين في الوزارة".
ووجه الكاظمي باستدعاء مدير المستشفى ومدير الأمن والمسؤولين عن صيانة الأجهزة في المستشفى، للتحقيق الفوري معهم على خلفية الحادث والتحفظ عليهم لحين إكمال التحقيقات ومحاسبة جميع المقصرين قانونيا.
كما وجه بمنح عائلات شهداء الحادث كل حقوق الشهداء، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق.
إعلان الحداد
وفي وقت لاحق، أعلنت الحكومة العراقية الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح القتلى معتبرة ما حصل "مسّاً بالأمن القومي العراقي".
ونقل البيان الحكومي عن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قوله خلال الاجتماع الطارئ إنّ "مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير لهذا وجّهت بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم".
وشدّد الكاظمي على أنّ "الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمّل مسؤوليتها جميع المقصّرين"، مطالباً بأن تصدر "نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصّر مهما كان".
ودعا رئيس الوزراء إلى "تشكيل فريق فنّي من كلّ الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد وفي كل أنحاء العراق"، مشدّداً على أنّه أصدر "توجيهاً واضحاً: كلّ مدير عليه أن ينزل بنفسه ويدقّق إجراءات السلامة".
وأضاف الكاظمي "يجب أن لا يقول لي أحد +تماس كهربائي+، هذا أمر معيب... افحصوا كلّ سلك في كلّ دائرة عامة أو مستشفى، وأي دائرة تتحجّج بالتماس الكهربائي سأحاسب الجميع فيها".
تحقيق فوري
واعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حريق مستشفى ابن الخطيب "نكسة تمس الأمن القومي" للبلاد، وأمر بفتح تحقيق فوري في الحادث ومحاسبة المقصرين مهما كانوا.
وطلب الكاظمي -حسب بيان نشره مكتبه- أن تصله نتائج التحقيق خلال 24 ساعة، وأن تتم محاسبة المقصرين، كما دعا حكومته لعقد جلسة استثنائية على خلفية الحادث.وعقد الكاظمي عقد اجتماعا طارئا مع الداخلية والصحة ومستشار الأمن القومي، كما قالت وزارة الصحة إنه أمر بوقف عدد من مسؤولي الوزارة والتحقيق معهم.وكان رئيس الوزراء العراقي قد أمر فجر اليوم الأحد بالتحقيق الفوري في أسباب الحريق، كما أمر باستدعاء مدير المستشفى ومدير الأمن والمسؤولين عن صيانة الأجهزة في المستشفى للتحقيق معهم والتحفظ عليهم إلى حين إكمال التحقيقات ومحاسبة جميع المقصرين.ونعى الكاظمي -في بيان صحفي- ضحايا الحادث المأساوي ووجه بمنح عائلاتهم كل حقوق الشهداء، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق.وبدوره دعا الرئيس العراقي برهم صالح الحكومة والبرلمان لفتح تحقيق فوري في حريق المستشفى ومحاسبة المقصرين.ومن جهتها طالبت مفوضية حقوق الإنسان العراقية الحكومة "بموقف مسؤول" بعد حريق المستشفى، ودعت الكاظمي لإقالة وزير الصحة ووكلائه وإحالتهم للتحقيق.
منظومة إطفاء ضعيفة
وقال مدير الدفاع المدني العراقي كاظم بوهان إن الحريق وقع في الطابق الأوسط المخصص لإنعاش المرضى، وأضاف أن المستشفى يضم 120 مريضا وتم إنقاذ نحو 90 منهم.وأكد أنه تمت السيطرة على الحريق وإخلاء المستشفى -الواقع بمنطقة جسر ديالي بالعاصمة العراقية- من كل الموجودين به.
وأضاف بوهان أن المستشفى قديم وليس به منظومة لإطفاء الحرائق وبه فقط وسائل إطفاء بسيطة لا تفي بالغرض.وفي السياق ذاته، ذكرت هيئة الدفاع المدني في بيان "أنها نجحت في تنفيذ عمليات الاقتحام المباشر والسيطرة على الحريق بعد أن استكملت عمليات إنقاذ المرضى بمشاركة فريق البحث والإنقاذ الدولي التابع لها".
[email protected]