أطلق، عضو بلدية شفاعمرو السابق، الناشط السياسي ورئيس اللجنة الشعبية في المدينة، السيد أحمد حمدي، في لقاء له مع صحيفة "حيفا" نشرت يوم 29/1/2021، مبادرة لبناء تحالف وطني موسع لخوض انتخابات بلدية شفاعمرو القادمة، بقائمة موحدة تدعم مرشحا وطنيا من قبلها، وقال حمدي: " أدعو لإقامة تحالف وطني لخوض انتخابات رئاسة بلدية شفاعمرو، مع إخواننا في التجمع الوطني وحركة أبناء البلد، وقوى وطنية أخرى مستقلة وشريفة في هذا البلد وقوى علمانية تقدمية لنقيم أوسع تحالف، لدعم مرشح وطني مستقل لا يهم لأي إطار سياسي ينتمي".
جاءت مبادرة حمدي هذه بعد مراجعة ذاتية شجاعة وتوجيه نقد ذاتي لإطاره السياسي "الجبهة الديمقراطية في شفاعمرو"، وخاصة في دعم مرشحي رئاسة خارجيين، وأشار إلى أن الجبهة اعتادت على المنافسة على الرئاسة حتى العام 1989، ومن المعروف أنه حصل انشقاق في صفوف الجبهة في ذلك العام على تلك الخلفية، واليوم يقول حمدي "كان يجب الاستمرار في هذا النهج، نحن أخطأنا عندما أقمنا تحالفات مع مرشحي رئاسة". حسنا فعل أبو الثائر في هذا النقد الذي جاء متأخرا، لكنه أفضل من ألا يأتي بالمرة، فالجبهة نعم أخطأت ودفعت الثمن، ولهذا من الضروري تقويم الطريق اليوم والانطلاق نحو مستقبل مشرق واعد، يعيد الثقة للناس بالطريق السياسي الوطني النظيف، بعيدا عن التحالفات المشبوهة طائفيا وحمائليا.
غالبية المواطنين في شفاعمرو يتساءلون ويبحثون عن مرشح رئاسة جديد ومختلف، فقد أصابهم الإحباط والملل من تكرار نفس الأسماء والأشخاص منذ عقدين ونيّف من الزمن. واذا لم يتوفر هذا المرشح ومعه جسم وطني نظيف فان غالبية المنتخبين سيعتكفون بيوتهم يوم الانتخابات كما حصل في انتخابات الكنيست الأخيرة. وربما هذا ما قصده حمدي لدى حديثه عن القاعدة الشعبية التي "ممكن أن تتسع أو تتقلّص حسب عملك اليومي، فاذا ابتعدتَ عن الناس سيبتعدون عنك".
ان قيام السيد أحمد حمدي بمراجعة ذاتية شجاعة لا يعني أن باقي الأطر الحزبية الوطنية معفاة من ذلك، فهي نهجت طريقا مشابها ووقعت في ذات الخطأ، وعليها أن تراجع نفسها وقراراتها بشجاعة ودون تردد. وعلى الأحزاب والحركات السياسية أن تفسح المجال أمام الطاقات الشبابية والنسائية وألا تخشى المبادرات الخلاقة، وأن تسعى لاقامة إطار سياسي محلي يجمع كل المخلصين والأوفياء للفكر التقدمي العلماني المؤمنين بالمواطنة الكاملة وبأن شفاعمرو لكل أبنائها.
إن مطلب الساعة هو إعادة بناء "جبهة وحدة شفاعمرو"، والتي قامت في شفاعمرو قبل تكوين "الجبهة الديمقراطية" أي سنوات قبل يوم الأرض الخالد، والتي جمعت الشيوعيين والقوميين والوطنيين من أكاديميين وعمال وحرفيين وتجار وطلاب، وكانت لها هيبة وتقدير في البلد، وهذه الجبهة يجب أن تتسع للجميع دون تفضيل شيوعي على قومي أو قومي على شيوعي إلا بالتضحية والكفاءة والإخلاص. جبهة تتحالف مع العناصر الوطنية المخلصة والملتزمة بالطريق البلدي النظيف، والابتعاد عن التحالفات المسيئة والمضرة. جبهة تستند إلى الطاقات السياسية الوطنية التي لا تبحث عن مصالحها الخاصة، وتثبت أنها تعمل للمصلحة العامة في البلد من رؤية وطنية يعتز بها. جبهة تتعامل بندية ورأس مرفوع مع سائر القوائم بموقف ثابت ورؤية واضحة. "جبهة وحدة شفاعمرو" متجددة تنافس على رئاسة البلدية بمرشح من صفوفها يتم انتخابه ديمقراطيا، ويشكل ضمانة لتحقيق أكبر نتيجة ممكنة بكفاءته وسيرته ونظافة يده والتزامه بالخط البلدي المتفق عليه، ولا يهم لأي جسم سياسي ينتسب –ليس فقط- وكذلك لأي عائلة أو طائفة أو عشيرة.
شفاعمرو تحتاج إلى فتح صفحة جديدة في حياتها السياسية والبلدية، فهل يتم لها ذلك؟!
[email protected]