حت عنوان "توتر مستمر وخلاف آخذ في الاتساع مع مرور السنين" كتبت صحيفة الواشنطن بوسط الأمريكية تحليلا سياسيا يوم أمس الجمعة ألمح كاتبوه الى أن الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي براك أوباما قد يستعصي على الحل هذه المرة مما قد يخلق أزمة حقيقية بين إسرائيل وحليفها الأول في العالم الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول التقرير إنه وعلى مدى الأعوام الستة الماضية تكرر السيناريو ذاته في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بحيث ينشب خلاف بين الفينة والأخرى بين القيادة في البلدين وتنشأ أزمة، ثم ما يلبث الطرفان أن يهدأوا الخواطر ويقولوا إن الأزمة ليست كبيرة كما هو ظاهر. أما هذه المرة، فالجزء الأول من النموذج صحيح أما الجزء الثاني فلا، بمعنى أن الطرفين لا يبذلان جهودا تذكر للتخفيف من حدة الأزمة أو محاولة إصلاح ذات البين، على حد تعبير الواشنطن بوسط، أو كما يقول المثل "مش كل مرة بتسلم الجرة".
الخلاف الدبلوماسي الذي أثاره نتانياهو بقراره إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي دون إعلام الرئيس أوباما أكبر من أن يكون خلافا حول الخطاب بل هو تراكمات كانت خامدة وما موضوع الخطاب إلاّ كأداة حركت الجمر الذي تحت الرماد. أساس الخلاف، حسب الصحيفة الأمريكية هو بين وجهتي نظر متباينات كليا بين قائدي دولتين يربطهما تحالف منذ زمن بعيد. فالرئيس الأمريكي أوباما يتوق إلى "تقارب تاريخي مع إيران"، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى خطرا وجوديا على إسرائيل في حال امتلك "العدو" الإيراني أسلحة نووية.
وتضيف الصحيفة أن الخلاف بين نتانياهو وأوباما يعكس "ستة أعوام من الشك، وانعدام الثقة، والتظلم، والجراح القديمة التي سرعان ما تنفتح لأبسط الأسباب.
كما يعكس الخلاف استياء أوباما الذي شاهد بأم عينيه كيف كان نتانياهو في انتخابات عام 2012 يدعم خصمه الجمهوري، ويشاهده الآن يتجاوز المكتب البيضاوي (مكتب الرئيس الأمريكي) داخل البيت الأبيض ويعمل بدلا منه مع الكونغرس الخاضع لسيطرة الجمهوريين. أما من ناحية نتانياهو فالخلاف يعكس تخوفه من أن "يبيع" أوباما إسرائيل عبر صفقة "رديئة" أو أن يحاول التأثير في نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
وتتابع الواشنطن بوسط أن كلا الجانبين اختار التصعيد بدل التهدئة. فإدارة أوباما أعلنت صراحة هذا الأسبوع أنها "لم تعد تحتاج سفير نتانياهو في واشنطن". أما في إسرائيل فقد أعلن الجمعة الماضية عن بناء 450 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، "كما همس مسئولون إسرائيليون سرا لوسائل إعلامهم أن أوباما قد وافق على 80% من مطالب إيران."
ثم يقتبس التقرير عن خبراء في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية يؤكدون أن الأزمة الحالية هي جادة وحقيقية. "إنها أكثر خطورة أولا بسبب موضوعها وثانيا لأنها تراكمات لأزمات سابقة. القصة مختلفة هذه المرة وكذلك الأزمة،" هكذا وصفها إيتان جلبوع الخبير في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وفي حال "نجا نتانياهو" وفاز في الانتخابات المقررة في 17 آذار، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد تجمد إلى ما بعد 2016 أي بعد الانتخابات الأمريكية، والقول للواشنطن بوسط الأمريكية. وسيزداد الطين بلة على إسرائيل إذا ما وجدت نفسها تخوض حربا ضد حزب الله اللبناني أو إذا ما توصلت إيران إلى صفقة بخصوص برنامجها النووي.
[email protected]