أسعدت صباحا أيتها الغانية المغتنية الحلوة الشهية الجامحة
أحبّ أن أحدثك عن الحب في شهر الحب، هل عليّ أن أقول لك إنني اشتقت إليكِ جداً، وأكثر من أي وقت مضى، بي رغبة كبرى لاحتضانك والالتحام بك حتى آخر أحشائك، والتمتع بكريستال جسدك البلوري. أمس وكالعادة تصادفني إحدى صورك في "ذكريات الفيسبوك"، يا لهذا الجسم كم تشغلني تفاصيله، يبدو فخذاك شهيّتين، أسترجع ما أعرفه من لونهما الوردي منذ رأيتهما أول مرة قبل سنوات، يا لهذه الشهوة التي تتلبسني كلما سمعت صوتك، أو رأيت صورتك، فما بالك إن رأيتك وجها لوجه؟ إن في داخلي بركانا بالكاد أمنعه من الانفجار كلما التقينا. يا لله كم أحبك أيتها الشهية. لعلك تدركين الآن سبب وجعي عقب كل لقاء، نفترق فيه، ليذهب كل واحد منا في طريق لينام في حضن شخص آخر. كم هو مؤلم أن أتركك تذهبين فأعود أجرّ أذيال الفشل والانكسار والهزيمة. أشعر بالعبث وقد اجتاح كل دقائق روحي.
لا شك في أنني افتقدتك أمس، وامتنع عليّ النوم، قلقت قلقا شديدا، أحاول أن أراك، وأنا سابح في العتمة، تمتد يدي نحو الهاتف المحمول، أكتب لك رسالة عاجلة، محاولا أن أجعلك تتحدثين معي ولكن دون فائدة، لا أستطيع النوم، لا شيء فيّ يريد أن ينام، أحاول مرارا ذلك، ولكن دون جدوى.
على أي حال لقد نمت متأخرا جدا، وصحوت باكرا جدا أيضا، كأنني لم أنم إلا ساعتين أو ثلاث على أبعد تقدير، وليس معي في الحالتين أحد سواك، أفكر فيك طوال الوقت في هذه الأيام، لا أدري لماذا، أشعر في داخلي بالفقدان، أخشى من فقدانك بالبعد عني، هذه خشية حقيقية منذ مدة وهي تجتاحني بألمها. لا أدري لماذا، هاجس من القلق الشديد يفتت رأسي.
الأسبوع الماضي راجعت الطبيب كما أخبرتك، ما زالت حالتي كما هي، أعاني من فيروس في الدم، لا أدري ما السبب، يمنعنى من النوم، حكّة في جسدي كله من قدمي حتى كامل جسمي، كلما حككت جسدي زاد اشتعالا، لقد بكيت بالفعل من سوء هذه الحالة، لا أستطيع الاستقرار بسبب ذلك، أظل مشغولا بنفسي يحكني جلدي، إنه أمر مزعج، في العمل، وفي البيت وفي كل لحظة. لم يفلح الدواء بإنهاء هذه الحالة إلا بالتسكين الذي قد يستمر أحيانا ساعات، لكنه يعود لمراوغتي مرة أخرى. أعتقد أنه لا داعي للقلق، فقد أخبرني الطبيب أن هذه الحالة غير خطيرة.
سأترك أمر المرض جانباً وأعود لأحدثك عن الحب والكتابة والشعر، هل وصلك مقال الكاتبة صفاء أبو خضرة عن كتاب "نسوة في المدينة"؟ فقد أرسلته إليك في البريد الإلكتروني، ولم أقرأ لك ردا عليه. أتمنى أن أقرأ شيئا من ذلك أو أسمع رأيك عندما تحادثينني صوتيا إن كان هناك مجال لذلك اليوم. أعرف أنك مشغولة طوال الوقت، وثمة ظروف قد تمنعك من الحديث، ولكن اجعلي لي ولو خمس دقائق. أظن أنني أستحق. لا تضحكي علي بسبب هذه الثقة أو هذا الغرور. فأنا أظن أنني جدير بك وبقراءتك لي.
أنهيت أمس أيضا بناء ديواني الجديد "وشيء من سرد قليل"، بعثته لبعض الأصدقاء لقراءته، ربما أعطوني بعض الملاحظات، أستعد لنشره، ربما يكون ذلك قريبا، جاء الديوان في (180) صفحة عادية (صفحة A4)، ستتجاوز عدد صفحاته ربما بعد "المنتجة" المئتين. إنه ديوان حب في المجمل، لفت انتباهي فيه قصيدة "الحب في شهر فبراير"، قصيدة كتبتُها العام الماضي (فبراير 2020) ونشرتها في (2/3/2020)، ولكن ليس على نطاق واسع، استحضرت فيها بعض قصص شباط وعلاقة الرغبة الجنسية للقطط فيه. أحببت أن تكوني قطتي ولكن ليس في فبراير وحده. كم أتمنى أن أتذوق طعم لذتك ونشوة شهوتك، ولكنك ما زلت تتمنعين وترفضين. في القصيدة أيضا انتباه للزمن فقد قلت القصيدة في سنة كبيسة، يكون فيها شهر فبراير 29 يوماً، راجعت التقويم، واكتشفت أنك أيضا ولدت في سنة كبيسة، يا لهذه الصدفة الرائعة. وفي الديوان قصائد كثيرة تتحدث عنك وعن تفاصيل شخصية جدا.
في عيد الحب القادم بعد ثمانية أيام تحديدا، ثمة مفاجأة سأقدمها لك، متمنياً ألا تخذلني الظروف فلا أتمكن من صناعة هذا الطقس الاحتفالي بك، فيا ليتها تكون الفرصة مواتية، فتغدقين عليّ بالقبل، وتضمينني إلى حضنك الدافئ، وتشبعني ثمارك الناضجة من أخمص قدميك حتى أعالي النهد.
بقي أن أقول لك إنني اليوم سأكون ضمن ندوة "أسرى يكتبون" النصف شهرية التي ترعاها رابطة الكتاب الأردنيين، سأقدّم عبر تطبيق (زووم) المداخلة الرئيسية في أدب الأسير باسم خندقجي، مركزا على روايته المهمة "مسك الكفاية- سيرة سيدة الظلال الحرة"، آملُ أن تشاركينا ولو من بعيد البعيد هذا اللقاء.
متشوّق لرؤيتك، فإلى لقاء قريب راجياً ألا تكوني معي بخيلة، فقلبي ذاب من طول انتظار هطول مائك الذي آمل أن يغسل هذا الوجع المركب.
أحبك حتى النهاية، المشتاق إليه بلهفة: فراس حج محمد
[email protected]