بحث جديد لجامعة حيفا يُقدم حلولا عديدة لآفة حوادث الاطفال غير المتعمدة في المجتمع البدوي بالتعاون مع بطيرم
-
بحسب معطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد فان الأولاد البدو مُعرضون لخطر الاصابة او الوفاة جراء حوادث غير متعمدة مقارنة مع سائر الاولاد في اسرائيل.
تشير المعطيات التي رصدتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد انه ما بين السنوات 2016 – 2020 فقد لقي 120 ولدا من المجتمع البدوي مصرعهم بسبب حوادث منزلية، حوادث على الطرقات وحوادث اصيبوا بها خلال قضائهم أوقات الفراغ واللعب. وبحسب هذه المعطيات فإن نسبة وفيات الاولاد البدو نتيجة الحوادث تبلغ 18%، في حين ان نسبتهم من مجمل عدد الاولاد العام في البلاد تبلغ 4.5%. استنادا الى هذه المعطيات فان احتمال وفاة الطفل البدوي اعلى بـ 4 مرات مقارنة مع سائر الاولاد في اسرائيل.
وكانت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد قد بذلت خلال السنوات الاخيرة جهودا حثيثة لتطوير برامج تداخل اجتماعي للمجتمع البدوي للحد من اصابات الأولاد البدو. وقد تم تفعيل هذه البرامج بالتعاون مع جهات عديدة منها وزارة الزراعة وسلطة تطوير القرى، شركة التأمينات مجدال، شركة خيل- الكيماويات الاسرائيلية، مؤسسة أجيك – معهد النقب وماتان- للاستثمار في المجتمع.
هذا وعقد اليوم الاربعاء مؤتمرا تم خلاله عرض البحث الجديد الذي أجرته البروفيسور عنات جيسر ادلسبورغ من جامعة حيفا وطاقمها بالتعاون مع مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد. ويُقدم البحث طرقا لتغيير سلوكي يستند الى نظرية الاستثناء الايجابي او الانحراف العياري الايجابي. ويدور الحديث ضمن هذا البحث عن نظرية تم تطويرها آخر سنوات التسعين من قبل الباحثان جيري ومونيك سترينين بهدف حل مشكلة نقص التغذية في اوساط الاولاد في فيتنام، ومنذ ذلك الحين تم تطبيقها في اماكن عديدة في ارجاء العالم من أجل خلق تغيير سلوكي اجتماعي واسع.
وتُشدد نظرية الانحراف الاجتماعي بشخصيات من المجتمع الذي تم اجراء البحث فيه، هذه الشخصيات التي تُشكل نموذجًا إيجابيًا من ناحية السلوك والتصرفات. ومن خلال تعلم الممارسات السلوكية لهذه الشخصيات، يمكن استخراج طرق إيجابية للتعامل مع موقف معين. يعتمد هذا النهج على الفهم والادراك أن وجهة النظر التي يراها المجتمع من الخارج ليست دائمًا نفس المشكلة التي يواجهها الأشخاص من داخل المجتمع.
وقد تعامل البحث الجديد المذكور في ايجاد الأشخاص والشخصيات التي تعتبر قدوة في تعاملها مع مواضيع السلامة وامان الأطفال داخل المجتمع البدوي في الجنوب. بعد ذلك، فحص البحث السلوكيات الإيجابية داخل المجتمع، واستخرجت من هذه السلوكيات توصيات عملية عينية.
ومن التوصيات التي صدرت عن هذا البحث: اقامة إطار منتظم للأطفال من خلال تناوب بين الامهات بحيث تتطوع كل أم في يوم معين، مراقبة فعالة للأطفال في الحي خلال فترة ما بعد الظهر، تنظيم حلقات لقاء مشتركة تجلس فيها الامهات للتباحث وعرض حلول وأفكار، انشاء تذكيرات متنوعة، تعيين حدود بصرية لتحديد مساحات اللعب للأولاد، تشغيل صافرة إنذار مع دخول السيارة قبل السفر بها، تعليق صورة الطفل على مرآة السيارة أو الملصقات على المقود، واستخدام الأطر الموجودة مثل المدارس أو المساجد لتمكين الأطفال الدخول واللعب بحرية دون خوف في فترة ما بعد الظهر.
يُذكر انه خلال الشهر الماضي تم البدء بتطبيق التوصيات، وبالتعاون مع الأئمة، واقامة أول مساحة معدة للعب الأطفال داخل مسجد في قرية اللقية. وفي اعقاب ذلك يتم حالياً بناء غرف ألعاب في مناطق أخرى في النقب.
وتطرقت أورلي سيلفينجر المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد الى هذا البحث قائلة: "منذ حوالي شهر، قدمنا إلى لجنة حقوق الطفل في الكنيست أهداف مؤسسة بطيرم لأمان الأولاد حتى عام 2030 فيما يتعلق بموضوع أمان وسلامة الأطفال. كان أحد الأهداف التي قدمناها هو خفض معدل وفيات الأطفال البدو في النقب بنسبة 50٪. هذا هدف وطموح كبير، لكنه قابل للتحقيق إذا نجحنا في إحداث تغيير عميق ومهم في اوساط السكان البدو، بطريقة تحترم خصوصية هذا المجتمع، عاداته وتقاليده. أنا متأكدة من أن البحث الجديد يدفعنا إلى الأمام نحو تحقيق الهدف وإنقاذ حياة الأطفال ".
[email protected]