توصلت دراسة جديدة إلى أن بكتيريا البرتونيلا، يمكن أن تحاكي مجموعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الأمراض العقلية.
وقدم الباحثون، في الدراسة التي نُشرت هذا الشهر في مجلة Pathogens، دليلا إضافيا على النظرية القائلة بأن بكتيريا البرتونيلا (Bartonella)، التي يمكن أن تنتشر عن طريق لدغات الحشرات وخدوش الحيوانات، وأشهرها داء خدش القطة أو حمى خدش القطة، مرتبطة بأعراض عصبية نفسية، ويمكن أن تسبب لمجموعة فرعية من هؤلاء المرضى آفات جلدية.
ودرس الباحثون بيانات 33 مشاركا، وعثروا على 29 منهم مصابين ببكتيريا البرتونيلا. وأبلغ 24 منهم عن تطور آفات جلدية تشبه علامات التمدد (تعتبر علامة شائعة للمرض) تظهر جنبا إلى جنب مع الأعراض العقلية.
وتم الإبلاغ عن الأعراض النفسية العصبية لدى المرضى وتضمنت "اضطرابات النوم والارتباك العقلي والتهيج، والغضب والقلق والاكتئاب والصداع، والصداع النصفي".
ومن غير الواضح بالضبط كيف تعرض أي من المشاركين للبارتونيلا، لكن الغالبية أفادوا بأنهم كانوا على اتصال وثيق بالكلاب والقطط والطيور والخيول والزواحف ومجموعة متنوعة من الحيوانات الأخرى. ومن المعروف أيضا أن لدغات بق الفراش والبراغيث والقمل والبعوض وعث الجرب والعناكب، تنقل بكتيريا بارتونيلا إلى البشر.
ويحرص مؤلفو الدراسة على عدم الإعلان عن وجود صلة بين مشكلات الاضطرابات العقلية أو اضطرابات الجهاز العصبي وما يُعرف رسميا باسم مرض خدش القطة، ومع ذلك، أشاروا فقط إلى أن بارتونيلا "قد تساهم" في الآفات والأعراض العصبية والنفسية، ولكن الأدلة على نحو متزايد تجعل الاتصال يبدو دقيقا.
وفي عام 2019، نُشرت دراسة حالة في مجلة أمراض الجهاز العصبي المركزي وجدت أن التغيرات المزاجية المفاجئة والسريعة لمراهق من الغرب الأوسط لم تكن نتيجة البلوغ أو الاضطراب العقلي، بل خدش قطته.
وبدأ الصبي يعاني من أعراض تشبه الذهان والهلوسة والاكتئاب والأفكار الانتحارية. وقام الأطباء النفسيون في البداية بتشخيص حالته بأنه مصاب بالفصام، لكن حالته زادت سوءا فقط بعد وصف الأطباء لمجموعة متنوعة من الأدوية النفسية له.
ويوضح التقرير: "لقد ظهرت عليه أعراض جسدية غير محددة، بما في ذلك التعب المفرط، والصداع اليومي، وآلام الصدر، وضيق التنفس (القلق المحتمل بسبب الذعر)، والتبول المتكرر".
وعندما ذكر والدا الصبي "علامات التمدد" الغريبة التي لاحظوها على فخذيه وإبطيه لطبيب آخر، قرر الطبيب أنه من المحتمل أن يكون مرض خدش القطة. وبعد تناول المضادات الحيوية، تعافى تماما.
ومرض خدش القطة هو مرض بكتيري ينتقل عن طريق القطط. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إنه عندما تلعق القطة المصابة بالبكتيريا جرحا مفتوحا لشخص ما أو تعض أو تخدش شخصا، ما يؤدي إلى كسر سطح الجلد، يمكن أن تحدث العدوى. ويمكن أن تظهر المنطقة المصابة منتفخة وقد يعاني الشخص من الصداع وضعف الشهية والحمى والإرهاق.
[email protected]