اليوم في الكنيست: جلسةُ خاصة برئاسة النائب منصور عباس للجنة البرلمانية للقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي بمشاركة رئيس الوزراء، رئيس الكنيست، ووزير الامن الداخلي
⬛اللجنة البرلمانية الخاصة للقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي التابعة للكنيست برئاسة النائب منصور عباس (القائمة المشتركة) جلسة خاصة بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست ياريف ليفين ووزير الامن الداخلي امير اوحنا، وذلك لمناقشة التقدم في الخطة الحكومة لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي.
وافتتح الجلسة رئيس الكنيست ياريف ليفين وشدد على اهمية "تعاون جميع الأطراف من أجل مكافحة ظاهرة العنف والجريمة والتي تقلق المجتمع العربي والمجتمع الاسرائيلي عامة"، وأكّد أنّه "يجب تبني طريقة جديدة للتعامل مع هذه القضية منأجل حلها".
بعدها، رحّب د. منصور عباس برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي انضم للجلسة عبر الزوم، وافتتح نتنياهو حديثه بالقول:"انا رئيس حكومة لكل مواطني دولة اسرائيل، وأضع الميزانيات في المكان المناسب لها، والمجتمع العربي كان جزءًا مهمًا من الخطوات والمشاريع التي نفّّذناها في السنوات الأخيرة وتحديدا منذ العام 2010.
مشاريع عديدة ومخططات حكومية وميزانيات خصصناها للمجتمع العربي، في مجال التخطيط والبناء، ميزانيات للسلطات المحلية ، ميزانيات لرفع شعور الأمان الشخصي في المجتمع العربي والذي تضمن اقامة محطات شرطة في مختلف البلدات العربية"، كما قال.
وتطرق نتنياهو بعدها الى قضية العنف والجريمة في المجتمع العربي وقال:"هذه ليست المرة الأولى التي اشارك واستمع فيها بجلسات بشأن هذا الموضوع.. اذكر قبل فترة لقائي مع سيدة عربية حدثتني عن مقتل زوجها وابنيها، الأمر كان مريعا ومزّق قلبي.. لقد عاشت خوفًا ورعبًا والأمر دفعني أكثر لتطوير الخطة لمكافحة العنف والجريم في المجتمع العربي".
وأضاف:"التعاون الذي حققته اسرائيل مع دول العالم والدول العربية بشكل خاص هو تعاون فريد من نوعه، وعلينا أن نعزز التعاون داخل دولة اسرائيل بين العرب واليهود وبين جميع الأطراف".
وأضاف نتنياهو:"أحتاج مساعدة الجميع، وأؤمن اننا نستطيع من خلال التعاون تسجيل النجاح في هذا الجانب".
وتطرق نتنياهو أيضًا الى جائحة الكورونا:"المجتمع العربي تمكن في مرحلة ما من التعامل مع كورونا بصورة جيدة جدا وكانت نسب الاصابات منخفضة جدا، ولكن الان الامر انقلب، وحسب ما اسمعه واعرفه فإنّ الاعراس هي السبب، اطلب منكم التوجّه للجمهور وتوعيته والتأكيد على أهمية الالتزام والتقيّد بالتعليمات ولبس الكمامات والامتناع عن التجمهر". وشدد نتنياهو على أنّه:"يرى النور في آخر النفق.. اللقاح بات قريبا وقد نحصل عليه خلال أشهر قليلة ونعمل على شراء لايين اللقاحات".
وقال رئيس الوزراء نتنياهو خلال الجلسة الخاصة :" "إنني رئيس وزراء جميع المواطنين في دولة إسرائيل. عرب إسرائيل هم مواطنو الدولة وهم يستحقون جميع الخدمات الأساسية ، مثلهم مثل جميع مواطني الدولة. أمامنا عمل كثير بالرغم من قيام الحكومات التي ترأستها بجلب ميزانيات للوسط العربي كانت أكبر من الميزانيات التي قدمتها أي حكومة أخرى. نغير وجه دولة إسرائيل والشرق الأوسط من خلال اطلاق التعاون بين اليهود والعرب. الثورة التي نحدثها خارج حدود دولة إسرائيل يجب أن نحدثها أيضا داخل حدودها والمقوم الأول هو الأمن الشخصي – دحر الاجرام وحكم الخوف والخاوة. أريد أن أقوم بذلك بشكل شمولي. سنضطر إلى سن قوانين حول هذا الأمر وإلى تلقي مساعدتكم جميعا. أؤمن بأن من خلال العمل المشترك نستطيع أن ننجز هنا أشياء مدهشة. كان لنا تعاون مهم في الموجة الأولى من جائحة كورونا والجمهور العربي سبق جماهير أخرى بذلك وهو تصرف بحكمة وبرشد بمن في ذلك الزعماء الدينيين. نجحنا في تسطيح منحنى الكورونا في البلدات العربية وفي المدن المختلطة. والآن نرى ظاهرة معاكسة وهي ارتفاع في أعداد المصابين طرأ في مقدمة الأمر بسبب الأعراس. أطلب منكم التعاون بصفتكم زعماء اجتماعيين. عليكم التحدث إلى الجمهور العربي وأن تشرحوا له بأننا نتكافل مع بعضنا البعض.
أعمل جاهدا على جلب الملايين من اللقاحات للكورونا مع زعماء العالم بمن فيهم زعماء عرب. أرى النور في آخر النفق وهذا سيحدث ليس في غضون سنوات بل في غضون أشهر قليلة. نجحنا في تخفيض عدد المرضى في إسرائيل إلى أدنى مستوى في العالم ولكن علينا الحفاظ على ذلك. أؤمن كثيرا بقدرتنا على تحقيق النجاح من أجل جميع مواطني دولتنا".
بعدها، تحدّث وزير الأمن الداخلي، أمير اوحانا، موجّه كلماته الأولى باللغة العربية حيث شكر منصور عباس على مبادرته تعاونه، ثم تحدّث أنّه "وضع قضية العنف والجريمة في المجتمع العربي في أولوياته"، مشيرا الى أنّ "مستويات العنف والجريمة في المجتمع العربي تشهد ارتفاعا مقلقا لم تشهده دولة اسرائيل في تاريخها وهي مستويات ونسب أكبر من ما يشهده المجتمع الاسرائيلي عامة". وشدد اوحانا أنّ العمل يتركز على بناء وتعزيز الثقة بين المواطن العربي وبين رجال وضباط الشرطة.
واعتبر اوحانا أنّ هذا الجانب يشهد تغييرا كبيرا وأنّ هناك تعاونا ورغبة من قبل المجتمع العربي لوضع حد لظواهر العنف والجريمة.
وقال منصور عباس خلال الجلسة أنّ:"الشرطة لم تمنع مقتل 88 مواطنا عربيا لكنها منعت مئات الجرائم هذا العام"، وأكّد أنّه رغم الانتقادات التي تطال الشرطة لكن هناك مكان لمباركة انجازات الشرطة. وهنا قاطعت عباس كل من النائبين هبة يزبك وعايدة توما سليمان، معترضتان على الأمر وتساءلتا "ما هي انجازات الشرطة بالتحديد في المجتمع العربي؟"، فأجاب عباس "لولا تدخل الشرطة لقتل العشرات في كابول وطرعان".
وشهدت الجلس جدالات بين النائب منصور عباس من جهة وبين نواب المشتركة عن التجمع والعربية للتغيير و الجبهة من جهة أخرى، حيث حاول نواب المشتركة عارضة بعض المعطيات والأقوال التي وردت في الجلسة، الأمر الذي رفضه النائب عباس وطلب منهم عدم مقاطعته وأشار الى أنّه هو الذير يدير الجلسة ويعرف كيف يديرها.
هذا، وتحدث القائم بأعمال المفوض العام للشرطة وعرض بعض المعطيات والمعلومات، كما تحدث ممثل عن مكتب رئيس الحكومة وعرض معطيات عن المجتمع العربي ومن ضمن معطيات عن البطالة والعمل وتشغيل الشبان والمواطنين العرب وظهر من خلالها معطيات مقلقة عن المجتمع العربي، وهنا تدخل نتنياهو وطلب اقامة طاقم خاصّ يقدّم تقريرا خلال 6 أسابيع حول هذا الجانب.
وتطرق أيضًا ممثل مكتب رئيس الحكومة الى الخطة الحكومية لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي وعرض أساسيات هذه الخطة ومحتواها، وتضمنت الخطة اهدافا وآليات عدة منها تطوير خدمات الشرطة، ادخال وسائل تكنولوجية، العمل من خلال السلطات المحلية وابعاد الجهات الاجرمية عنها، اضافة الى خطوات اخرى منها تطوير الخدمات العامة المقدمة للسكان، المنح الأكاديمية، تقليص الفجوات في مجال التربية والتعليم...
رئيس منتدى السلطات المحليّة العربيّة مضر يونس قال : " الوسط العربي أسمع صرخته قبل ما يقارب السنة وقرّر رئيس الحكومة إقامة طاقم مختصّ ولكن لم يكن هناك مشاركة في اتخاذ القرارات وهذا ما جعل هذا الطاقم غير مجدي ، الحكومة يجب ان تعترف ان العنف في الوسط العربي هي مسؤوليتها وانها فشلت في هذه القضيّة ، يجب ان نتوحّد معا ونعمل على محاربة هذه الظاهرة وأن نكون شركاء في اتخاذ القرارات " .
الضابط جمال حكروش قال : " يجب تقوية سلطة القانون في البلدات العربية عن طريق قوات شرطية أكثر في هذه البلدات " .
في ختام الجلسة، تطرق نواب القائمة المشتركة الى ما ورد في الجلسة، حيث قال النائب أيمن عودة:"لدي شعور بـ"دي جا فو"، حيث قام رئيس الحكومة قبل 8 سنوات من خلال جلسة مشابه باطلاق نفس الوعودات التي لم تنفذ"، وأضاف:"اتوجه للشرطة وأسأل لماذا وجدتم المجرمين بكافة الجرائم التي قتل فيها يهود وكان القاتل عربي؟"، وتابع:"لا نستطيع السيطرة على ظواهر العنف والجريمة بدون عمل الشرطة من أجل القبض على عصابات الجريمة، جمع السلاح، السيطرة على الخاوة ومحاسبة المجرمين".
وقال النائب أحمد طيبي:"اتوجه لرئيس الحكومة وأذكره بجلسة عقدناها قبل 8 سنوات، والتي تواجدت بها السيدة سهام اغبارية التي فقدت زوجها وولديها بجريمة قتل، ووعدتها بأن تتم محاسبة القتل ولكنها اليوم حزينة ومحبطة ولم يحصل ما وعدت به"، واود التطرق الى عمل الشرطة، مجتمعنا العربي ينزف دمًا ولا يوجد أي شخص في المجتمع العربي يرفض او لا يريد من الشرطة أن تنفّذ القانون وتوقف العنف والجريمة".
وتطرق كل من عودة والطيبي الى حديث القائم بأعمال مفوض الشرطة موطيه كوهين والذي اعتبر أن "الثقافة العربية عنيفة"، حيث رفضا الامر وأكّدا على أنّه عليه الاعتذار عن أقواله.
وأكّد كل من النائبين مطانس شحادة والنائب ايمان خطيب على أنّ المسؤولية الكبيرة تقع على الحكومة لحل مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها في المجتمع العربي والتي تؤدي الى العنف والجريمة، الى جانب أن السلطات والشرطة والقضاء هي الجهات المسؤولة عن جمع السلاح ومحاسبة المجرمين.
وأكدت النائب عايدة توما سليمان أن المطلوب هو تغيير نظرة وتصوّر الشرطة تجاه المجتمع العربي، بحيث يجب أن يكون التوجه عادلا ومتساويًا ودون نظرة مختلفة تجاه المواطنين العرب.
[email protected]