أعربت زوجة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام لليوم الثالث والثمانين على التوالي، اليوم السبت، عن قلقها من تدهور حالة زوجها، وأشارت "أم إسلام" إلى أنّ "الوضع الصحي لزوجها آخذ بالتدهور من أسوأ إلى أسوأ باستمرار".
وقالت زوجة الأسير الأخرس في حديث لإذاعة القدس أنّ "زوجها الأسير ماهر يعاني من آلام على الصدر والمعدة وصداع مستمر في الرأس وهزال وضعف شديد في الجسم".
وأضافت "أم إسلام" قائلة: "زوجي منذ بدء الإضراب عن الطعام لم يتناول سوى الماء فقط (..) نشعر بالقلق والخوف الحقيقي على حياته كون وضعه الصحي يتدهور، وأخشى أن أفقده في أي ساعة".
وأشارت إلى أن كافة التدخلات الدولية لم تفضِ حتى اللحظة إلى أي نتيجة على أرض الواقع لإنهاء معاناة زوجها، منوهة إلى عدم وجود مبادرات من أي جهة كانت للإفراج عن الأسير ماهر.
وقالت زوجة الأخرس إنّ :"الاحتلال الاسرائيلي يبرر عدم الإفراج عن زوجي بوضعه داخل مستشفى كابلان؛ لتلقي العلاج اللازم وهو قرار جائر ويتلاعب فيه بحياة زوجي". ولفتت إلى وجود مستشفيات في الضفة على مستوى عالٍ وبالإمكان نقل زوجها إلى إحداها، مبينة أن زوجها يتمتع بمعنويات عالية وصلبة "وسيخرج منتصرًا حرًا قريبا بإذن الله".
وختمت زوجة الأسير ماهر الأخرس حديثها، قائلة : "دائما يردد أنا همي القدس والأقصى والأسرى وأضرب من أجل الأسرى كافة لإلغاء الاعتقال الإداري"، على حدّ تعبيرها.
يواصل الأسير ماهر الأخرس (49 عامًا) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ83 على التوالي، رفضًا لاعتقاله الإداري.
ويرقد الأسير الأخرس في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي وسط ظروف صحية خطيرة للغاية، ويقابل ذلك برفض وتعنت من قبل الاحتلال بالاستجابة لمطلبه المتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري.
ويعاني الأخرس من الإعياء والاجهاد الشديدين، وآلام في المفاصل والبطن والمعدة، وصداع دائم في الرأس، إضافة لفقدان حاد في الوزن، وحالة عدم اتزان، وعدم القدرة على الحركة، وفقدان الكثير من السوائل الأملاح، كما تأثرت حاستي السمع والنطق لديه.
وأفاد مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور بأن هناك تخوفات من أن يؤثر ذلك على وظائف الأعضاء الحيوية في جسده، كالكلى والكبد والقلب، وبالتالي تكون حياته عرضة للخطر بشكل مفاجئ وفي أية لحظة، وقد تلجأ إدارة المستشفى إلى التغذية القسرية تحت ذريعة التدخل الاضطراري للحفاظ على حياته.
في المقابل، تواصل سلطات الاحتلال رفض الإفراج عن الأسير الأخرس وإنهاء اعتقاله الإداري، برغم تحذيرات منظمات حقوقية وجهات سياسية فلسطينية من تعرض الأخرس للموت في أي لحظة في ظل حالة الخطر الشديد الذي وصل إليه وضعه الصحي.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر خلال مؤتمر صحفي عقده برام الله، الخميس إن صحة الأسير المضرب عن الطعام الأخرس تتراجع كل ساعة.
وأكد أبو بكر، أن الأسير الأخرس يعاني من تراجع في الأداء الوظيفي لكل أجزاء جسمه، مضيفًا أنّه صعد الأربعاء من إضرابه، إذ لا يزال يتناول بعض الماء وفي أي لحظة ممكن أن يتوقف عن تناوله.
وكانت محكمة الاحتلال رفضت في 12 أكتوبر الجاري مجددًا طلب الإفراج الفوري عن الأسير الأخرس الذي تقدمت به محاميته.
وقدمت المحكمة مقترحًا في جوهره ترك الباب مفتوحًا لإمكانية استمرار اعتقاله إداريًا وتجديده ومشروطًا بوقف إضرابه عن الطعام، الأمر الذي رفضه الأسير الأخرس وأعلن استمراره في معركته حتى نيل حريته.
واعتقلت قوات الجيش الاسرائيلي بتاريخ 27 تموز/يوليو الماضي الأخرس من منزله في بلدة سيلة الظهر في جنين، وجرى نقله إلى مركز معتقل "حوارة" وفيه شرع في إضرابه، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور ونُقل إلى سجن "عوفر" لاحقًا، وثبتت المحكمة العسكرية للاحتلال مدة اعتقاله الإداري البالغة أربعة شهور.
واستمر احتجاز الأخرس في سجن "عوفر" إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة السجون الاسرائيلية إلى سجن "عيادة الرملة"، وبقي فيها حتى بداية أيلول المنصرم إلى أن نُقل إلى مستشفى "كابلان"، حيث يُحتجز حتى تاريخ اليوم، بوضع صحي صعب وخطير، ويرفض أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية.
[email protected]