كما في الأسابيع الأخيرة الماضية، تظاهر أمس (السبت) نشطاء الحراك الميدانيّ العربي-اليهودي "نقف معًا" في مئات النقاط الموزعة بمختلف أنحاء البلاد، بالتعاون مع حركات ونقابات شبابية واحتجاجية أخرى. في كفر كنّا، بئر السبع، حيفا، الناصرة، المشهد، بسمة طبعون، تل أبيب ويافا، القدس، الكعبية، طبعون والكثير من البلدات العربية واليهودية - خرج نشطاء الحراك بمظاهرات تقع في إطار الكيلومتر المحيط ببيوتهم، حفاظًا على تعليمات الإغلاق، ورفعوا مطلبًا واحدًا واضحًا: "كمان صحة وكمان لقمة عيش".
هذا وجاء عن رلى داوود، مديرة قُطرية مشاركة في الحراك، أن هذا الشعار لم يأتِ عبثًا، إذ قالت: "فكّرنا مطوّلًا بأهدافنا ورسائلنا التي نريد أن نوصلها للناس عن طريق الاحتجاجات التي تعمّ البلاد، ووقع اختيارنا على 'كمان صحة وكمان لقمة عيش' للتوضيح بأنه بمقدور الحكومة توفير الأمرين معًا. منذ بدء أزمة الكورونا فشلت الحكومة مرات عديدة بإدارتها، ومؤخرًا مع الإعلان عن الإغلاق الثاني المستمر حتى الآن، وضعتنا الحكومة بموضعٍ صعب حين طلبت أن نختار بين صحتنا وخروجنا للعمل وكسب رزقنا. هذا كله مبني على كذب. بإمكان الحكومة، لو أرادت فقط، ضمان الصحة للمواطنين، بالإضافة لضمان دخلهم وعيشهم الكريم. نحن نتحدث هنا عن خلل بالمنظومة وعن سياسات اقتصادية فاسدة تخدم أقلية من نخبة المال وتدوس على البقية - على أغلبية من يعيشون هنا. مطلبنا واضح: لسنا بصدد أن نختار بين أمرين لا يقلّ أحدهما أهميةً عن الآخر، وواجب الحكومة هو العمل من أجلنا ومن أجل مصالحنا. فلتقُم بوظيفتها إذًا."
هذا ومن المقرر أن ينشر حراك "نقف معًا" بالأيام القريبة خطة اقتصادية اجتماعية بديلة لخطة الحكومة، والتي تضع الأغلبية ومصالحها بالمركز، وذلك من أجل الإشارة لبديلٍ من الممكن تطبيقه على أرض الواقع، وعدم الاكتفاء بالشعارات فقط. سيواصل حراك نقف معًا الاحتجاج يوميًا من أجل الصحة ولقمة العيش، داخل البلدات والأحياء، ومع الالتزام التام بتعليمات الإغلاق، ويوجّه بهذا دعوةً لجميع من قد يعنيه الأمر - للانضمام للاحتجاجات القائمة أو تنظيم أخرى على مقربةٍ من مكان السكن، كما ويعرب الحراك عن استعداده للمساعدة بالتنسيق والتنظيم.
[email protected]