أصدر المكتب الناطق بلسان وزارة الصحة حول موضوع الكورونا للإعلام العربي، البيان التالي:
قالت مريم شولي، التي تعمل في قسم التنفس الاصطناعي لمرضى كورونا في المركز الطبي "الجليل" في نهريا، ان ما يحدث اليوم من مآسي داخل القسم المذكور ما هو الا ضريبة عدم تجاوب المواطنين مع التحذيرات وعدم الالتزام بتعليمات وزارة الصحة.
وقالت مريم: "نحن نشهد حالات وفاة يوميًا في الصباح والمساء، بالأمس توفي مريض واليوم توفي آخر والحبل على الجرار".
وأضافت: "الناس في الخارج لا تستوعب ما نعيشه نحن وما يحدث هنا، الانسان يموت ونحن نموت مئة مرة ونحن نرى المآسي أمام أعيننا. لقد أصبحت لدي قناعة بأن مرض السرطان أسهل من فيروس كورونا الذي يقتل الانسان بين ليلة وضحاها، في حين يمكن التعايش مع السرطان لسنوات، بينما هناك حالات كورونا أدت الى وفاة أشخاص بعد ساعات من وصولهم الى المستشفى".
وأكدت شولي: "ان مرض الكورونا لا يقتصر على كبار السن، وأصغر مريض في قسم التنفس الاصطناعي عندنا عمره 26 عامًا، وغالبية المرضى هم من المجتمع العربي، ومن مختلف الأعمار، وشهدنا حالات وفاة لأشخاص في الخمسينيات والستينيات من أعمارهم".
أما الحادثة التي أبكت مريم شولي وتركت في نفسها جرحًا لن يندمل على حد قولها فهي حادثة الشاب (17 سنة) الذي وصل الى المستشفى وهو يحمل كيسًا، وعندما استوقفه الممرض عند مدخل قسم الكورونا ليأخذ منه كيس الملابس قال الشاب: "هذا الكفن لوالدي، لقد أبلغونا بأنه توفي!"
"أنا سمعت كلمة الكفن ورحت أبكي بألم.. وكان والده في منتصف الخمسينيات". وتواصل مريم سرد ما يحدث في قسم التنفس الاصطناعي قائلة: "الوضع يتدهور ويزداد سوء، الممرضون مرهقون ولا يأخذون حاجتهم من الراحة، لكن يبدو أن المرض أخطر مما يتوقع البعض فهو فتّاك ويقتل خلال أيام قليلة أو ساعات أحيانًا".
وتعيش مريم شولي، من قرية الشيخ دنون، مع والدة مسنة، وشقيقة لها تعاني من مرض في القلب، وهي تحرص على عدم الاحتكاك بهما خوفًا على صحتهما، وهي الإبنة التي ترتدي الزي الليلكي (الذي يميز العاملين في أقسام الكورونا) وفوقه البدلة الواقية وتمضي معظم وقتها في وحدة التنفس الاصطناعي لمرضى الكورونا.
مريم شولي
[email protected]