تبادر كليّة الفنون همدراشا في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل، إلى تنظيم إرشادات وورشات فنيّة باللغة العربيّة في متحف تل أبيب ومتحف هرتسليا، وذلك لترسيخ تواجد اللغة العربية في المتاحف الإسرائيليّة وجذب الجمهور العربي إلى المتاحف من خلال توفير مضامين مناسبة له وبلغته. وتقوم كليّة الفنون بذلك بالتعاون مع المتحفين وجاليري أم الفحم ومركز الحياة المشتركة في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل، وطالبات كليّة الفنون "همدراشا" العربيّات اللواتي يقمن ببناء وإعداد الإرشادات والورشات الخاصّة باللغة العربية بعد أن يجتزن تدريبًا وتأهيلا مناسبًا بمساعدة وتوجيه الطواقم المهنيّة في المتاحف، وعلى رأسهم منار زعبي وساهر ميعاري، وبمرافقة طاقم كليّة الفنون "همدراشا".
وتقوم طالبات كليّة الفنون بعدها بتمرير هذه الإرشادات لطلاب المدارس العربية في المنطقة، كما أنّ قسم من الإرشادات تكون ثنائيّة اللغة ويشارك فيها طلابًا عربًا ويهودًا، بحيث تكون فرصة للقاء الطرفين في إطار ثقافي وفنّي، وتعقد قسم من اللقاءات في متحف هرتسليا والقسم الآخر في جاليري أم الفحم. وتمكّن الورشات والإرشادات الطلاب من التعرّف على المتحف كحيّز ثقافي تعدّدي يتيح الحوار والانكشاف على وجهات نظر مختلفة وتفسيرات متنوعة ومعاني متعدّدة لذات المواضيع والمضامين التي تحملها اللوحات والأعمال الفنيّة.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المبادرة تأتي في ظل غياب اللغة العربية عن المتاحف الاسرائيليّة وتغيّب الجمهور العربي عن هذه المتاحف وعن استهلاك الثقافة المتحفيّة، فرأى طاقم كليّة الفنون "همدراشا"، والذي يشمل أورلي سيفر وفيرد حروتي ورون عمير، أنّ من واجبهم المبادرة إلى تغيير الوضع القائم خاصةً أنّهم يملكون كل الخبرات والعلاقات والموارد المطلوبة لتغيير الوضع، وبالذات أنّ العديد من الطالبات العربيّات يلتحقن بمدرسة الفنون "همدراشا" كل عام لدراسة مختلف المجالات الفنيّة، ويمكن أن يشكلنّ جسرًا للتواصل ما بين المتاحف الاسرائيليّة والجمهور العربي.
ومن الجدير بالذكر أنّه على إثر هذه المبادرة، قرّر متحف هرتسليا إضافة اللغة العربية إلى صالاته وإلى المعارض التي يقيمها، على أمل أن تحذو جميع المتاحف في البلاد حذوه.
[email protected]