لكل شيء بداية ونهاية , وما أسرع الأيام , ففي الأمس القريب دخل عامنا هذا وهو الآن في لحظاته الأخيرة راحلا بلا رجعة , ترك لنا الفرص الكثيرة وقدم لنا الأوقات ولكن الكثير منا فرط فيها وأهملها ولم يستغل وقته فيما يفيده ، كم ودعنا في عامنا هذا الذي مضي من صاحب وحبيب وكم فقدنا من صديق وقريب سبقونا إلى القبور ندعو لهم بالمغفرة والرحمة ومنهم أحباء على قلوبنا قد آلمنا اشد الألم ما نزل بهم من ابتلاء في صحتهم وانهكهم المرض فصبروا واحتسبوا ، ندعو لهم مخلصين بالشفاء العاجل.
اقبل عام جديد وأمل جديد وتفاؤل بالمسرات وفرصة جديدة متجددة للمحاسبة على اوقات هدرت وواجبات تركت والتأمل في المعاصي التي ارتكبت ونقف وقفة صدق مع انفسنا فيما قدمنا في الأيام التي مضت والليالي التي انقضت. يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ".
قبل أن نفرح بقدوم العام الجديد لا بد أن نتأمل في نقص أعمارنا وزيادة في القرب إلى النهاية المقررة والمكتوبة لكل حي "فمسافر أنت والآثار باقية فاترك وراءك ما تحيي به أثرك " ويجب علينا أن نتعظ من أن الدنيا أيام قليلة وأننا في حالة ضعف لا نقدر علي شيء مهما بلغنا من القوة في المال او في الصحة ومهما اكتسبنا من مناصب ونفوذ فكل شيء يذهب ويتلاشى فلا تغرنك الدنيا فكل ما فيها إلى الزوال.
كل الأماني أن يكون هذا العام الجديد 2015 عام خير على الجميع وعاما زاهرا مزدهرا على مجتمعنا وعلى عالمنا العربي الغالي واسمحوا لي أن أتمنى في العام الجديد عدة امنيات :
الأمنية الأولى : عودة المواطن العربي المشرد في جميع الوطن العربي الى وطنه ، بكل ما تحمل هذه الكلمه من معنى ومن عمق ومضمون . العودة للوطن السليب ، والعودة بعد التهجير. ويحل الأمن والأمان والاستقرار , وكل مظاهر وملامح الحياة الطبيعية والصحية .
الأمنية الثانية : هي أن تأخذ الأمة العربية مكانها بين سائر الأمم المتقدمة والمتحضرة.لكن بكل حزن وأسف ، لا يبدو أن أمتنا العربية في طريقها لاستعادة مكانتها الريادية كأحد أعظم الأمم المنتجة للحضارة.
الامنية الثالثه : أن تسود الحرية والعدالة والمساواة والتعددية والتسامح وتداول السلطة والمشاركة الشعبية في الوطن العربي ، وغيرها من منظومة القيم والحريات والحقوق .
الامنية الرابعة :أن تحصل المرأة العربية على المكانه المرموقة التي تستحقها ,وأن نطبق حديث الرسول:ما اكرمها الا كريم وما اهانها الا لئيم.
الامنية الخامسة : أن تتحسن ظروف الطفل العربي ليعيش طفولته بكل براءة وحرية وانطلاقة والذي يُشكل نسبة كبره في تعداد العالم العربي ، لأنه يعيش ومنذ سنوات طويلة ، في ظروف استثنائية قاهرة ومؤلمة ، وكل الأمنيات الجميلة بتحسن أوضاعه الصعبة ، تاهت في دروب الضياع والتأجيل.
الأمنية السادسة : ، هي أن يعيش المواطن العربي حالة من التصالح والتسامح والتوازن في مختلف تفاصيل حياته ، لا أن يشعر بالغربة في وطنه ، تُقيده سلسلة طويلة من اللاءات والممنوعات والمحرمات والملاحقات.
الامنية السابعة : ان تنصهر كل القوميات والأعراق والطوائف في بوتقة المواطنه الصالحه على اساس من المساواة التامة , ويصبح الولاء للوطن وليس للطائفه أو العشيرة .
الامنية الثامنة:ان تنتهي كل الحروب والاقتتال في الوطن العربي, ويسود السلام والاستقرار في العالم.
وكل عام ومجتمعنا وامتنا بخير ورفاهية وسلام وأمن وأمان واحترام ومحبه وتسامح .
[email protected]