أصدر المكتب الناطق بلسان وزارة الصحة حول موضوع الكورونا للإعلام العربي البيان التالي:
قال البروفيسور سلمان زرقا، مدير مستشفى "زيف" في صفد: "نحن اليوم في مواجهة مع فيروس ينتقل بين الناس بواسطة الناس أنفسهم، حتى لو قلنا إن هذا الفيروس يمكن أن يتواجد أو ينتقل عبر الأسطح (الأغراض والأشياء) لكن النقل الأساسي للفيروس يحدث في علاقة بشرية بين الناس كالمصافحة والتقارب الجسدي ورذاذ اللعاب، فهذه هي طرق نقل العدوى وهي واضحة للجميع".
وأضاف البروفيسور زرقا: "الطريقة التي نمنع فيها الفيروس من الانتقال هي الإبتعاد عن الناس لمسافة ثلاثة او أربعة أمتار، حتى لو لم نضع الكمامة فهذه المسافة كفيلة بمنع اللعاب من الانتقال من شخص لآخر. لذلك فإن النقطة المهمة هنا هي التباعد. ولأنه يصعب علينا من حيث العمل والعلاقات الاجتماعية الابتعاد 4 أمتار عن كل الأشخاص في محيطنا، قلنا انه يجب وضع الكمامة على الأنف والفم وتعقيم اليدين باستمرار، والحفاظ على مسافة مترين بين الأشخاص، وهذه الأمور تضمن عدم انتقال الفيروس من شخص لآخر. عندما كانت هذه التوصيات البسيطة المفتاح لضمان عدم انتقال العدوى، لم تطبق – بغض النظر عمّن هو المذنب ومن هو المسؤول - وبالتالي هذه الأمور لم يتم الالتزام بها والنتيجة التي وصلنا اليها للأسف الشديد هي ازدياد حاد في عدد المرضى في المجتمع العربي وعدد الذين يمكثون في المستشفيات".
وذكر زرقا أن "في قسم الكورونا في مستشفى زيف يتعالج اليوم 25 مريضا نصفهم من العرب، وهذا الوضع موجود اليوم في كل الدولة ونسبة العرب أكثر من اليهود - بحسب نسبتهم من سكان الدولة – وللأسف نرى أيضا حالات وفاة مؤسفة، ليس من السهل على العائلات تقبلها، بحيث لا يستطيعون توديع المتوفّى ولا المشاركة في جنازته، ولا حتى زيارة مريضهم الذي يخضع للعلاج في قسم الكورونا. كل هذه الأمور دفعتنا للقيام بإجراء قد يكون هو السلاح الأخير الموجود بين أيدينا لمساعدة القرى والمدن "الحمراء" ألا وهو الاغلاق. الاغلاق يعني عدم الابتعاد عن المنزل لمسافة تزيد عن 500 متر، ليحافظ الناس بعضهم على بعض. صحيح أن هذا الأسلوب صعب، لكنه الوسيلة الوحيدة المتاحة للحد من التجمهرات والأفراح التي كانت أحد الأسباب لتفشي المرض بأعداد كبيرة في المجتمع العربي".
وأكد البروفيسور زرقا أن "الاغلاق ليس هو الحل، وانما الحل هو تصرفات وسلوك الناس، وأن نلائم حياتنا لوجود الفيروس الى أن يرحل عنا او حتى إيجاد لقاح ضده. حتى لو قلنا لا يوجد كورونا وطمرنا رؤوسنا في الرمال كالنعامة، الكورونا هنا وهي موجودة في المستشفيات وها نحن ندفن ضحايا الوباء للأسف الشديد ولم يعد هناك مجال لاستمرار هذا الوضع في المجتمع العربي".
[email protected]