نعم الرازق في السماء والحاسد في الأرض!
هذا المثل الشعبي الذي طالما ردده آباؤنا وأجدادنا الذين عصرت قلوبهم الحياة وواجهوا متاعبها وهمومها
الحسد ظاهرة تشغل فئة ليست قليلة في المجتمع، ولا تخص طبقة دون طبقة، إنّها تهدر وقتها وطاقاتها وقدراتها في رصد حياة الآخرين بهدف معرفة تفاصيل قد تصل في بعض الأحيان إلى نسج قصص بعيدة كل البعد عن الواقع ولا يوجد لها أي صلة بالحقيقة.
لهذه الظاهرة تأثير سلبي على المجتمع بصفة خاصة، وتسبب في دمار أسر كثيرة نفسيا ومعنويا ناهيك عن أنها تولد الإحباط والتخبط الذي قد يكون ناتجًا، عند الإنسان الحاسد، عن فراغ فكري وثقافة سطحية والهروب من المسؤولية ومواجهة الحياة والعجز عن تحقيق إنجازات كغيره من معارفه أو المقربين من محيطه.
باعتقادي، من يعاني من هذه السلوكيات هم أشخاص مساكين ومرضى، ربما كانوا قد عاشوا معاناة في حياتهم، متناسين أن الرزق ابتلاء واختبار من الباري عز وجل، وكذلك الأمر في حالة الفقر.
حقيقة وجود الحسد في المجتمع تخيف الناس، ويشغل بالها، وهي وللأسف مصدر رزق للمشعوذين ناتجة عن ضعف لا أحد بإمكانه أن يغيره، وكل من على وجه البسيطة محسود؛ الغني على ماله، الفقير على آخرته، السياسي على منصبه ومكانته، الناجح على تحصيله، الفاشل على عدم اهتمامه، وآهٍ حتى الموتى يُحسدون، إذ يقولون لقد مات واستراح من مشاكل الحياة وهمومها.
بهذا الصدد رماح تقول:
الحسود مغموم، والبخيل مهموم، والرزق مقسوم.
والله يهب الطائر رزقه ولكن لا يلقيه في العش.
ولعل قصة أبناء يعقوب عليه السلام أكبر مثال وعبرة لما تقدم، فهل من معتبر؟!!
[email protected]