كشفت دراسة مذهلة أن مجموعة صغيرة من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، يطلق عليهم اسم "النخبة المتحكمة"، لديهم القدرة على التعافي من دون أي مساعدة طبية.
ووجدت العديد من الدراسات السابقة، التي أجريت على مدار عدة سنوات، أن عددا صغيرا جدا من 38 مليون شخص مصاب بالفيروس اللعين، تمكنوا من قمعه دون أي علاج.
ووجدت الدراسة الجديدة أن مجموعة فرعية صغيرة من "النخبة المتحكمة"، تبدو قادرة على القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية في أجسادهم تماما، دون تناول الدواء على الإطلاق.
ويعد هذا الاكتشاف مذهلا نظرا لأن إصابة فيروس نقص المناعة البشرية تستمر مدى الحياة، ولا يوجد علاج طبي لها. وفي الغالبية العظمى من الحالات، يحتاج المصابون إلى علاج يومي بمضادات الفيروسات القهقرية (ART) للسيطرة على الفيروس، ووقف تطور متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
وأوضح الباحث المخضرم في مجال فيروس نقص المناعة البشرية، كيث هوتس، وهو مدير قسم أمراض الدم والموارد في المعهد القومي للقلب والرئة والدم: "ما يحدث مع هؤلاء الأفراد، الذين نسميهم النخبة المتحكمة، قد يسلط الضوء على علاج HIV-1 ويساعدنا أيضا على فهم كيف يمكن للشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية أن يتحكم في الفيروس، ويتجنب الأمراض المصاحبة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية".
وفي الدراسة الجديدة، قام خبراء من مستشفى ماساتشوستس العام ومعهد هارفارد وماساتشوستس للتكنولوجيا، بدراسة أكثر من 1500 من "النخبة المتحكمة". واكتشفوا أن هؤلاء الأشخاص حققوا نتائج التخلص من الفيروس، والتي لم تر من قبل إلا بعد سنوات من العلاج الطبي المكثف.
ويقول المعدون إن "النخبة المتحكمة" هي الأقرب إلى "علاج طبيعي" محتمل للفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 33 مليون شخص منذ ظهوره أوائل الثمانينيات.
[email protected]