دعت اللجنة الشعبيّة في عرّابة إلى وقفة تضامنية انتصارا لمقدسات وأوقاف عرّابة وتحديدا مقبرة الصّدّيق في المدينة التي يحاك ويخطط للاستيلاء على جزء منها من قبل المستوطنين، حيث تحوي المقبرة قبرا يزعم المستوطنون أنه لرجل يهودي قد دفن هو وزوجته قبل سنوات طويلة، أما الرواية العرابية الفلسطينية التي يرويها الأجداد فإنها تفند مزاعم المستوطنين وتنسب القبر لرجل مسلم وأن المستوطنين قد استولوا عليه ونسبوه لأنفسهم زورا وبهتانا في مخطط وسياسة واضحة المعالم تم انتهاجها في كثير من البلدان لوضع موطئ قدم لليهود في بلداتنا العربيّة.
وتشهد مدينة عرابة في الآونة الأخيرة زيارات مكثفة لسوائب المستوطنين لهذا المقام في مقبرة الصديق في ساعات متأخرة من الليل حيث ارتكبوا خلالها أفعال مسيئة في المقبرة كان آخرها أن خطّوا على جدران المقبرة عبارات الموت للعرب وأفعال أخرى غير أخلاقية قاموا بها داخل المقبرة الإسلامية إلى جانب قبور الأموات ...
النقطة الفاصلة للأحداث كانت قدوم مجموعة من المستوطنين ومعهم مهندس قاموا برسم مخطط يهدف لمصادرة جزء من المقبرة بهدف توسيع المقام وبناء مرحاض وسقف المكان ووضع بوابة حديدية تمنع دخول أي شخص غير يهودي للمكان كل ذلك على حساب أرض المقبرة التي هي وقف إسلاميّ، هذا وعلم من جهات في عرابة أنهم يحاولون جاهدين لإغراء جيران المقبرة بمبالغ مالية طائلة بغية شراء أرض محاذية للمقبرة وتحويلها موقف سيارات للزائرين اليهود...
اللجنة الشعبية في عرابة تواصلت من جهتها مع بلدية عرابة وكشفت هذا المخطط لأهل عرابة ودعت البلدية إلى المسارعة في إيقاف هذا المخطط المشؤوم فكانت أولى الخطوات أن دعت اللجنة الشعبية أهالي عرابة إلى وقفة تضامنية أمام مقبرة الصديق السبت 15/8/2020 الساعة السادسة بعد العصر وإطلاعهم على هذا المخطط وتفصيلاته، حيث شارك في هذه الوقفة لفيف من أهالي البلدة وأعضاء اللجنة الشعبيّة ورئيس بلدية عرابة السيد عمر نصار ورئيس لجنة الحريات والشهداء والجرحى المنبثقة عن لجنة المتابعة فضيلة الشيخ كمال خطيب وممثلون عن الأحزاب والأطر السياسية في عرابة إلى جانب عضو الكنيست السيد أسامة سعدي...
هذا وألقيت جملة من الكلمات الخطابية خلال هذه الوقفة حيث ابتدأها الشيخ مجدي خطيب والذي تولى العرافة حيث عرّف الجمهور الحضور بالمخطط وحيثياته وأكد أن هذا المخطط لن يمرّ إذا ما كنا موحدين وسنسعى لإفشاله بالتعاون مع بلدية عرابة.
ومن جملة من تحدث كان رئيس بلدية عرابة السيد عمر واكد نصار الذي أكد في كلمته على سعي البلدية بكل الوسائل والسبل لمنع هذا المخطط فأوقافنا خط أحمر لا يمكن المساومة عليها أو التنازل عنها، فمقابرنا جزء من مقدساتنا وسنتصدى لكل يد تحاول أن تعبث أو تمتد إليها بالأذى...
كما تحدث الشيخ كمال خطيب حول هذا الموضوع فجاء في معرض حديثه إلى أن مثل هذه المخططات لقطعان المستوطنين ما هي إلا سياسة الخطوة خطوة التي يعتمدونها، ليس هنا في عرابة وحدها بل في بلدات عديدة ينتهجون ذات النهج والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أكبر شاهد على ذلك. وإننا كمسلمين نحافظ على حرمة مقابر الأموات وهكذا الحال في الدول العربية أما مقابرنا فتتعرض للانتهاكات والتجريف وأعمال النبش من قبل الاحتلال وأذرعه، وإن مقبرة الصديق في عرابة ستبقى إسلامية وينبغي أن لا يسمح لهذا المخطط ولهذه المصادرة ولو لمتر واحد من أرض المقبرة أن تمرّ...
وتحدث أيضا كلّ من النائب أسامة سعدي ومحمد أسعد كناعنة عن أبناء البلد وسعيد ياسين عن الجبهة الذين أكدوا على كلام من سبقهم وبأن الأوقاف لا تباع ولا تشترى ولا بد من الوحدة في مواجهة هذا المخطط والسعي لإسقاطه.
هذا ورفع المشاركون في الوقفة التضامنية شعارات تؤكد عل التمسك والحفاظ على المقابر والمقدسات كونها جزء من هويتنا وثابت من ثوابتنا كشعب فلسطينيّ في هذه البلاد وعلى هذه الأرض.
[email protected]