وصول طفلين تعرّضا لخطر الموت لمشافي مئير وشنايدر من مجموعة كلاليت جرّاء عدم تلقّيهما تطعيم
خلال الأسبوعين الأخيرين كافحت الطواقم الطبيّة في شنايدر ومئير من مجموعة كلاليت لإنقاذ حياة طفلين أصيبا بالتهاب السحايا
الأطباء يحذّرون: لم نر التهابًا نتيجة هذه الجرثومة لسنوات عديدة، نحن ندعو الأهل للحرص على إعطاء أطفالهم التطعيمات الروتينيّة بالذات في فترة الكورونا
وصلت طفلة بجيل 8 أشهر من هرتسليا إلى قسم طوارئ الأطفال في المركز الطبي مئير بوضع حرج مع تغيير في حالة الوعي، حرارة مرتفعة ونافوخ بارز، وهي علامات تشير إلى التهاب السحايا. وتلقت بشكل فوري علاجًا بالمضادات الحيوية والستيرويدات وأجري لها فحص البزل القطني الذي أكّد أنّها تعاني من التهاب السحايا نتيجة جرثومة المستدمية النزلية b، وتمّ نقلها لمتابعة العلاج في وحدة العلاج المكثف للأطفال.
بالتزامن مع هذه الحالة، وصل إلى وحدة العلاج المكثف للأطفال في مركز شنايدر طفل يبلغ 7 أشهر من بني براك لديه نفس الالتهاب. هو أيضًا لم يتلق التطعيمات الروتينيّة نتيجة التخوّف من الوصول إلى عيادة الأم والطفل في فترة الكورونا، وقد كان يعاني من أضرار حرجة جدًّا بسبب الالتهاب. ونقل مؤخرًا من وحدة العلاج المكثف إلى قسم الأطفال حيث يتلقى هناك علاجات بالمضادات الحيويّة وعلاجًا داعمًا للأضرار التي لحقت به.
د. دغنيت ادم كوهين، مديرة وحدة العلاج المكثف في المركز الطبي مئير من مجموعة كلاليت: "وصلت الطفلة الينا بوضع حرج جدًّا مع حرارة مرتفعة، تقيؤات كثيرة وفائض نعاس. الفحوصات التي أجريناها لها أظهرت أنّها تعاني من التهاب جرثومي والذي كان يعتبر سابقًا التهاب السحايا الأكثر شيوعًا لدى الأطفال. لكن منذ عام 1994 عندما بدأ تطعيم الأطفال ضده من جيل شهرين، لا نرى تقريبًا حالات إصابة بهذه الجرثومة. بخلاف من عمل في مجال الطب قبل نحو 30 عامًا بحيث اعتاد على علاج مئات الحالات الصعبة كهذه في السنة، لسعادتي فانّه في ال-15 سنة لعملي لم أصادف حتى اليوم التهابًا خطيرًا كهذا نتيجة هذه الجرثومة. وضع الطفلة اليوم مستقر وهي تتجاوب بشكل جيّد مع العلاج وقد أخرجناها من المستشفى إلى بيتها أمس".
وأضافت: "حقيقة أنّنا نسمع في هذه الأيّام عن طفلين بنفس الجيل لم يتلقيا تطعيم ضد الجرثومة وتدهورت حالتهما،
فانّ هذا يؤكد على الأهمية الكبيرة لرفع الوعي بشأن التطعيمات لدى الأهل. حين يرقد الطفل في قسم العلاج المكثف، ويتم ربطه بالأجهزة المختلفة وتكافح الطواقم الطبيّة المتفانية لإنقاذ حياته، ويسيطر عليك عدم اليقين ولا يكون هناك إمكانيّة للعودة للوراء، من شأن الأصوات المعارضة للتطعيمات أو التطعيم الجزئي بحسب الاختيار، التسبب بأوضاع تهدد حياة الأطفال".
ويوضح بروفيسور أبي بيلفسكي، طبيب كبير في قسم الأطفال ومختص بالأمراض المعدية في مركز شنايدر لطب الأطفال من مجموعة كلاليت: "التطعيم ضد هذه الجرثومة يعطى للأطفال في إطار التطعيمات الروتينيّة بجيل شهرين، 4 أشهر، 6 أشهر وسنة. هذا التطعيم هو ناجع جدًّا ضد هذه الجرثومة، وظهور التهاب جرثومي خطير كهذا لدى الأطفال، ينخفض بشكل كبير بعد تلقى أول وجبتين من التطعيم. للأسف الشديد فانّ الطفل لم يتلق التطعيمات الروتينيّة وهو يكافح اليوم ضد التهاب السحايا. هو يعاني من أضرار حرجة جدًّا في السمع وفي الأعصاب. كان يمكن منع هذا المرض، بكافة أضراره، لو أخذ الطفل التطعيم في الموعد. نحن ندرك مخاوف الأهالي من الوصول للعيادات في هذه الفترة، لكنّنا ندعوهم لحماية أبنائهم والحرص على إعطائهم التطعيمات الروتينيّة في الموعد ومنع الأمراض الحرجة. أكثر من ذلك، في حين أنّ الكورونا لم تلحق الضرر بشكل مباشر بالعديد من الأطفال، فانّ هذا دليل للضرر غير المباشر الذي لحق بهم نتيجة الخوف من الكورونا". وأضاف: "هذه فترة خطرة لمعارضي التطعيمات والذين كانوا يتمتعون بتطعيم القطيع. في هذه الفترة، حتى الأهل الذين يحرصون على التطعيم في الأوقات الاعتيادية، تجنبوا التطعيم، هنالك جراثيم وفيروسات خطرة عادت إلى دورتها ومن شأن الأطفال غير المطعمين الإصابة بالعدوى. أدعو الأهالي الذين امتنعوا عن التطعيم بسبب الكورونا إلى أخذ التطعيم. وبالمقابل أدعو معارضي التطعيمات إلى التصرّف بحكمة وأخذ التطعيم، والا فلن يكون بالإمكان منع الحالة القادمة".
[email protected]