موقع الحمرا الأحد 25/05/2025 21:32
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. كل ماركت وأنتم بخير/

كل ماركت وأنتم بخير

جواد بولس
نشر بـ 23/12/2014 21:50

في البيت حالة من فوضى كفوضى نهر؛ الأولاد الصغار يتصارعون كجراء تتعلّم  قواعد القتال والصيد من أجل البقاء، أصغرهم يقتحم الصالون، يبكي على مسدس أضاعه وقلمِ ليزر، ويتّهم قريبه بالجناية. من الغرف تخرج الفتيات كاملات الحسن والزينة، جميلات كما يليق بالقمر، أمهاتهن يدققن بآخر تفاصيل وجوههن، ويمررن، بخفة ساحرة، أيديهن على البطون والأوراك، ليتأكدن من أنوثة ما زالت دافقة رغم أنف الأربعين والخمسين. الرجال والشباب يتمنون لهن جولةً موفقة في سوق الميلاد، أو ما صار يعرف في بلادنا "بالكريسماس ماركت".
 البيت يستنشق قسطًا من هدوء نسبي، فالضجيج خبا وغادر لصالح نقاش دارت رحاه، بين من بقي، حول ظاهرة هذه الأسواق التي ما فتئت تتفشى في قرانا ومدننا. 
بالقرب منهم، تمددت على كنبة، أمامها أشعلت صوبةً كهربائيةً، وكنت أصغي، حينًا، لمجادلاتهم التي احتدمت في بعض محطاتها وأحيانًا، أستمع لجوقة لبنانية ترتل تراتيل الميلاد. 
ارتميت، متخمًا، وما بين صحو وإغفاء استقبلت صورًا من شعائر ميلادي الخاص.

لا أذكر متى توقفت عن ممارسة طقوس الصلاة التي كنت أسيرها وأنا طفل لا يعرف من المشاعر إلّا أطرافها الحادة. كنت كأترابي نمارس الفرح عاريًا من زوائد النضوج والتبرّج، ونحزن من غير مراسم، كجداول تبكي شحًّا وتدمع على فراق ضفافها. "أنانا" كانت هشّة كجناحي فراشة، جاهزة للخوف والارتباك والحب. لم يسكننا قلق، فهذا همّ البالغين أو العاشقين.

لا أتذكّر متى بدأت أطلب من يسوع أن يحبّني، وأن يبعد عني المرض، وينجّحني في دروسي، وأن يجعل من أحبهم يضحكون في وجهي ويحبونني. كنت أتمتم دعائي ثلاث مرّات، باسمي وبالنيّابة عن أبناء بيتي، وعندما أكون منهكًا، لم أتنازل عن رفع الدعاء لكنني، كنت أتلوه كطلقة وأنا على فوّهة إغفاءة، متأكدًا أن يسوع سيفهم صلاتي، مهما كانت "مجعلكًة"، فهو يسمعها كل ليلة، وسيقبلها، لأن مطالبي كانت بحجم قلب يحب، وأبسط من شفاء أبرص.

كنا ننتظر الميلاد بفرح عظيم، فهو عيدنا، نحن الأطفال، وعيد الوداعة والسلام. مع اقترابه كانت عطلتنا المدرسية تبدأ، ومعها كنا ننطلق قطعان أحصنة أفلتت لتعانق المدى، ونستسلم لإغواء الحواكير وحضن الحارات. ميلادنا كان  شجرةً تنير القلوب وفي صدرها نودع كمشة أسرارنا، ذهب تلك الأيام وكنوزها، ونذهب لننام على وسائد من دفء وملابسنا الجديدة التي كنا نفوز بمثلها مرّة كل عيد. 

ليلة الميلاد كانت ليلة من نبيذ ونشيد وكستناء، ليلة تصير فيها بيوت القرية البسيطة قصورًا من حب وتسامح، وفيها تسجن الملائكةُ شياطين الشقاق والنفاق والرذيلة، وتفتح للعالم شبابيك الرحمة والألفة والعشق. في الميلاد كانت القرية تودّع عهدًا من حب عتيق وتستقبل وعدًامن حب جديد قشيب.

في الصباح، كنا نفيق على صوت الندى، ونخف لنمتلئ بجديدنا؛ في البيت أبخرة بنكهة دجاج محشي تنبعث من طناجر أمي وتملأ فضاء الحارة برائحة مشتهاة. شوارع  القرية، رغم ضيقها، كانت تعج بأسراب مزركشة من العائلات، تطوف على الأهل والأقارب والمحزونين والجيران؛ كانت قريتنا تصير بيتًا واحدًا يردد مزامير المحبة والمروءة والوفاء.

كان يسوع يحب كل القرية، كنا نطمئن له، ننام وعلى جفوننا نجمة تضيء وتحرس. أحسسناه في بيتنا، في حاراتنا، لم يسرقه أحد ولم يحجبه  شيء، كنا على يقين أنه معنا ومع الفقراء أمثالنا، ويحب أطفال العالم مثلنا، كان يسوعنا عادلًا ومنصفًا للمظلومين، وقد جاء فافتدى البشر، كل البشر، وخلّصهم من خطاياهم، وكنا لا نقلق عليه ولا منه، فالقلق والشك شيم الكبار، والحاسدين.

كم كنّا صغارًا وأنقياء، لم ندرك أن يسوعنا، سيصير "مسيحيًا"، كما يريده كبار اليوم ويعبده صيارفة الهياكل الحديثة- كل وفقًا لعملته وفضّته. 

هجرتنا الطفولة فاستوطن الشك، ذهبت البراءة فغاب اليقين؛ لا أتذكر متى توقفت عن استجدائي يسوع وبدأت التفتيش عليه. ربما عندما اكتشفت أنه لا يرقّ لعاشق أدمته سهام الحاقدين والعواذل، أو ربما عندما زرت بيت - لحم ورأيت مهده محاصرًا سليبًا ومهانًا، وسمعت شعبه يصلي لخلاصه عبثًا، لأن الغلبة كانت من نصيب "البربر والشرير". 

كبرنا وضاع يسوعنا، أفتش عنه فلا أجده إلا طفلًا ذارعًا معي شوارع تلك القرية الوادعة التي كانت قريتي وقريته، أعود وأفتش عنه فأجده في صلوات حكّام يستعينون به في الصباحات، وفي الليالي تسلخ سياطهم جلود المؤمنين الوادعين، أستجير به مجدّدًا، من أجل فقراء مخيم يتضور أبناؤه جوعًا ويشبعون تنكيلًا وتشريدًا، فأجده يصب بركاته في خوابي من يكدسون الأطيان والذهب والماس.

كانت قريتي عالمًا من نور وطمأنينة، وكان معها يسوع وفيها، صار العالم قرية من سراب وظمأ، فضاع يسوع وحار الناس فيه. ربما، لهذا، هكذا وأنا على كنبتي فكّرت، يقيمون أسواق الميلاد من أجله في جميع  المدائن، عساهم يهتدون عليه هناك في "الكريسماس ماركتز"، بين بسطات الباعة والدلّالين، ألم يعلّموهم  أنه "أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقد قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام".

احتدم النقاش في البيت وعلا صياح. أفقت على أحدهم يجزم أن العالم تغيّر وأن لا بأس في هذه الأسواق، فخيرها وريعها أكثر من سلبها وسخطها، وثان وافقه متحفظًا على من يسيّس السوق والمناسبة والذكرى.

حاولت أن أتدخل لأهدأ، فأسكتني طالب الحكمة، وذكّرني بصرخة صديقي الشاعر جريس سماوي حين أنشد:
 "إن روما التي سرقت ديننا، مثلما سرقت حنطة الروح، من كلّ أهرائنا، لم تزل تستبيح الذُرى، هل ترى يا أبي، هل ترى؟"

رويت لهم ما جال في خيالي وأنا على تلك الكنبة، وكيف كان ميلادي وكيف تهت، فعلّق مؤمن على حديثي وقال: "أن يسوع في داخلكم ابحثوا عنه تجدوه"، فوعده الجميع أن يفتشوا عنه وأن يخبروا مؤمنًا إذا وجدوه. وتمنى الجميع للجميع ميلادًا مجيدًا وسعادة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية كتب:د غزال أبو ريا

تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية كتب:د غزال أبو ريا

الثلاثاء 20/05/2025 11:14

عملت معلماً للغة الإنجليزية في مدرسة الحكمة الثانوية -سخنين -واللغة الإنجليزية جواز سفرنا للعالم وللأكاديميا ولكل من يريد أن يندمج في الأبحاث في مجالا...

ترامب في المنطقة... صفقات ضخمة وخلافات محسوبة بقلم: هاني المصري

ترامب في المنطقة... صفقات ضخمة وخلافات محسوبة بقلم: هاني المصري

الأحد 18/05/2025 20:14

تكتسب زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المنطقة العربية أهمية كبيرة، لأنها أوّل زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه، ولطبيعة الملفّات التي ستُبحث خلا...

أمن إسرائيل لا يضمنه إلا السلام العادل - بقلم: فهيم أبو ركن

أمن إسرائيل لا يضمنه إلا السلام العادل - بقلم: فهيم أبو ركن

الأثنين 12/05/2025 19:07

يمر رئيس وزراء حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو في أصعب مراحل حكمه، إذ خاض ويخوض حروبا ومواجهات في عدة جبهات منها الجبهة الحمساوية في غ...

الدكتور غزال سيرة ومسيرة حياة  مشرفة. بقلم: المربي شفيق كيال.

الدكتور غزال سيرة ومسيرة حياة مشرفة. بقلم: المربي شفيق كيال.

الأحد 11/05/2025 20:56

كلمتي هذه ، تحمل من المعاني ما يفوق الكلمات، لنكرّم إنسانًا أعطى من وقته وجهده وفكره الكثير، وترك بصمة لا تُنسى في كل موقعٍ خدم فيه، فكان المعلم، والم...

ألف باقة ورد” – لمسة وفاء في يوم الممرض العالمي

ألف باقة ورد” – لمسة وفاء في يوم الممرض العالمي

السبت 10/05/2025 19:56

في مبادرة إنسانية، إجتماعية قيمية وتربوية مميزة، نظّمت جمعية “المبادر ”  فعالية احتفالية ليوم الاثنين الموافق 12/5/2025 بمناسبة يوم الممرض العالمي

ماذا وراء تسريب التسجيل الصوتي للرئيس عبد الناصر في هذا الوقت ومن المستفيد؟ زياد شليوط

ماذا وراء تسريب التسجيل الصوتي للرئيس عبد الناصر في هذا الوقت ومن المستفيد؟ زياد شليوط

الخميس 01/05/2025 20:21

ضجت العديد من وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية وانشغلت بشكل يدعو للدهشة بتسجيل صوتي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أثن...

عاش الرئيس ممسكًا بكل مفاتيح السلطة - بقلم: هاني المصري

عاش الرئيس ممسكًا بكل مفاتيح السلطة - بقلم: هاني المصري

الخميس 01/05/2025 19:57

انفض اجتماع المجلس المركزي وخرج ليوحي للوهلة الأولى، بما كان متوقعًا ومطلوبًا منه، وهو استحداث منصب نائب الرئيس

مصطلح التفكير خارج الصندوق كتب:غزال أبو ريا

مصطلح التفكير خارج الصندوق كتب:غزال أبو ريا

الثلاثاء 15/04/2025 15:10

في  محطاتي المهنية قدمت وأقدم ورشات لمجموعات عمل  وطواقم مختلفة في موضوع "التفكير خارج الصندوق".

استمرار الإبادة أو التهدئة؟ والوحدة الفلسطينية ونائب الرئيس بقلم: هاني المصري

استمرار الإبادة أو التهدئة؟ والوحدة الفلسطينية ونائب الرئيس بقلم: هاني المصري

الأثنين 14/04/2025 17:49

بعد أن حصلت حكومة بنيامين نتنياهو على فرصة ذهبية مكّنتها من استئناف جريمة الإبادة الجماعية بدءًا بفرض الحصار الخانق على قطاع غزة،

التفكير الإبداعي في التنظيم ...كتب:غزال أبو ريا.

التفكير الإبداعي في التنظيم ...كتب:غزال أبو ريا.

الأثنين 14/04/2025 16:53

كيف يمكن تطوير التفكير الإبداعي في المؤسسة،التنظيم ،التفكير خارج الصندوق؟.

الأكثر قراءة

الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...
فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة راحل أسدي بعد مصرع والدتها وشقيقها بالحريق

السبت 17/05/2025 07:52

فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة را...
سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة جرّاء تعرّضه لحادثة عنف فجر اليوم

الثلاثاء 29/04/2025 13:20

سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة...
اتحاد ارباب الصناعة يرحب بفرض ضمانات مؤقتة فورية ورسوم ضريبية على الألومنيوم المستورد من الصين

الخميس 08/05/2025 18:18

اتحاد ارباب الصناعة يرحب بفرض ضمانات مؤق...

كلمات مفتاحية

من سيربح المليون اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه توتر امراض صحة مظاهرة في ام الفحم حظر الحركة الاسلامية ابراج اليوم الابراج توقعات حظك قافلة مساعدات طبية فرنسا غزة انخفاض على الحرارة اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه طعن اصابه ضبط مخدرات المنطقه الصناعيه أشدود اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه شرطه
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development