قسم العلاج بالفن في كليّة الفنون "همدراشا"يقيم معرضًا فنيًّا افتراضيًّا بسبب الكورونا
براءة سلطاني ابنة الطيرة وربى شيخ أحمد ابنة عبلين تشاركان بالمعرض بأعمال فنيّة مميّزة
أقام قسم العلاج بالفن في كليّة الفنون "همدراشا" في بيت بيرل معرضًا فنيًّا افتراضيًّا، نتيجة أزمة الكورونا، لعرض أعمال الخرّيجين النهائيّة، وقد شاركت في المعرض الخرّيجتان براءة سلطاني، ابنة مدينة الطيرة، وربى شيخ أحمد، ابنة عبلين، بأعمالهما الفنيّة المميّزة التي تعكس تجربتهما في العلاج بالفن. ويذكر أنّ باقة الخرّيجين من قسم اللقب الثاني في العلاج بالفن تضمنت 3 طالبات عربيات من مجمل 22 خرّيج وخرّيجة، وهم براءة سلطاني وربى شيخ أحمد ومي عاصي التي تعذّر عليها المشاركة في المعرض لظرف خاص.
مشاركة براءة سلطاني في المعرض كانت من خلال عملها الفني الذي يظهر فيه كرسي العلاج فارغًا وهو يمثّل شخصًا حاضرًا غائبًا، أمام الكرسي تظهر مرآة، العمل هو رمزي يعبّر عن سيرورة العلاج بمختلف عناصرها. الكرسي قديم، مصنوع من خشب بسيط، مع مقعد ومسند ظهر مصنوعين من الشوكولاتة. الكرسي ثابت وقوي مع أربعة أرجل تمثّل الأم والأب والمعالج والمرشد، وهو ذو قدرة على الاحتواء والإسناد والإمداد. وتجمع المرآة مع بين الانعكاس والوهم، وهي تمثّل الصورة الكاملة، لكن أيضًا الجزئيّة. وينعكس من خلال العمل الفني مشاعر الخوف والقلق والتهجّم والتي لا يكون بدونها تواصل حقيقي، ويمثّل العمل الانعكاسات ما بين المعالج والمتعالج بكافة تفاصيلها. ويذكر أنّ براءة سلطاني قامت بعرض عملها هذا الذي يمثّل تجربتها الميدانيّة الشخصيّة بالعلاج عن طريق الفن أيضًا في اليوم الدراسي الافتراضي الذي أقيم بمناسبة التخرّج. وتجدر الإشارة إلى أنّ سلطاني اختارت دراسة اللقب الثاني في العلاج بالفن، بعدما انكشفت خلال دراستها ضمن اللقب الأوّل في التربية الخاصّة إلى هذا الموضوع في أحد المساقات، وقرّرت حينها دراسة الموضوع كلقب أكاديمي.
العمل الفني الذي شاركت فيه ربى شيخ أحمد كان تحت اسم "جذور"، وقد استخدمت فيه آلة خياطة قديمة من خمسينيات القرن الماضي والأقمشة، وابر الخياطة، والخيطان ومعدّات الخياطة الأخرى. ويعكس العمل جذورها هي، ربى ابنة ال ٢٣ ربيعًا. وتمثّل جذور فترة من أهم فترات حياتها، والتي صاغت وأثرت بشكل كبير على شخصيتها ومسار حياتها. وتمّت خياطة "جذور" بطريقة السلسلة، بواسطة القص والوصل. وتقول ربى: "اليوم أنا على دراية ووعي تام ان حياتنا عبارة عن سلسلة أشياء مرتبطة بعضها ببعض، سلسلة أحداث متعلقة بالسعادة والحزن، الولادة والموت، بالمجتمع والبيئة المحيطة، قرارات وخطوات أخذناها وتجارب عشناها. جذور أعادتني سنوات إلى الوراء ما قبل ولادتي، اخذتني لجذور عائلتي، لأمي، أخواتي، خالاتي، جدّتي وامها، من هناك بدأت القصة واليوم انا أكمل الحكايّة، حكاية استمرت ثلاثة أجيال وأنا الجيل الرابع وسأنقل هذه الجذور لبناتي في المستقبل". وفيما يخص اختيار دراسة العلاج بالفن، تقول ربى" اخترت هذا المجال لأنّه يساعد في التعرّف على الذات قبل الآخرين، فهم تصرفاتنا بالوعي واللاوعي، الفنون البصرية تمكنّنا من التعبير عن أنفسنا، مشاعرنا وتخبطاتنا، دون الحاجة إلى الكلمات، تمكّننا من الوصول إلى المضامين المختبئة داخلنا واكتشاف عوالمنا الداخلية، كما تتيح لنا التعامل مع تجارب الماضي ومعالجة الأزمات والصدمات التي نتعرّض لها، ويوفّر العلاج بالفن مكانًا آمنًا للمتعالج يعبر فيه عن نفسه دون خوف ويتيح له إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها".
[email protected]