حض الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الولايات المتحدة على إنهاء الحصار التجاري الذي تفرضه على بلاده، بعد أن ابتدأ البلدان محادثات رسمية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وقال كاسترو إن خمسة عقود من الحصار الاقتصادي " تسببت في أضرار اقتصادية وإنسانية هائلة".
ويقول مراسلون إن الكونغرس الأمريكي وحده هو من يمتلك صلاحية رفع العقوبات الاقتصادية عن كوبا، وإن العديد من النواب الجمهوريين مازالوا يعارضون بقوة مثل هذه الخطوة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الكوبي كاسترو اتفقا الأربعاء على عدد من الاجراءات لتحسين العلاقات بين البلدين.
وشملت الاجراءات الإفراج عن المقاول الأمريكي ألان غروس المحتجز في كوبا، وعن ثلاثة كوبيين مسجونين في فلوريدا بتهمة التجسس.
وقضى غروس البالغ من العمر 65 عاما خمسة أعوام في السجون الكوبية بعد اتهامه بالتخريب بسبب جلب خدمات الانترنت الى كوبا، وقد أفرج عنه لاعتبارات صحية.
"سياسة متزمتة"
وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا جمدت منذ مطلع الستينيات، عندما قطعت واشنطن علاقاتها مع هافانا وفرضت حصارا اقتصاديا عليها بعد تبني كوبا للأيديولوجية الشيوعية.
وكان الرئيس الأمريكي أوباما أعلن الاربعاء في خطوة غير مسبوقة بدء تطبيع العلاقات مع كوبا، قائلا ان السياسية "المتزمتة والتي عفا عليها الزمن" لعزل كوبا قد فشلت بوضوح، مؤكدا أن الوقت قد حان لتغيير هذه السياسة.
وشدد أوباما على ان الاصلاح الاقتصادي ما زال مطلوبا في كوبا وثمة حاجة لتعزيز حقوق الإنسان هناك.
وقال أوباما "أتطلع لنقاش رفع العقوبات الاقتصادية مع الكونغرس، فتنشيط التجارة مفيد للأمريكيين والكوبيين على حد سواء".
وأضاف أوباما أن الولايات المتحدة تتطلع لفتح سفارتها في هافانا في الأشهر القادمة.
ويقول مراسلون إن الحصار الاقتصادي لا يمكن أن يرفع عن كوبا الا بموافقة الكونغرس وقد يواجه أوباما مصاعب في تمرير تشريع بذلك عبر الكونغرس.
"فن العيش المشترك"
وجاء إعلان الأربعاء بعد أكثر من عام من المحادثات السرية في كندا والفاتيكان، شارك فيها بشكل مباشر البابا فرانسيس.
وقال الرئيس كاسترو في خطاب متلفز الأربعاء إن كوبا ترغب في مناقشة الخلافات التي ما زالت عالقة مع الولايات المتحدة في مجالات السيادة الوطنية والديمقراطية والسياسات الداخلية.
وأضاف "علينا أن نتعلم فن العيش معا باسلوب حضاري على الرغم من خلافاتنا".
واثناء خطابه، قرعت اجراس الكنائس وأوقفت الدروس في المدارس الكوبية لتتنويه بهذا الحدث الكبير.
وفي واشنطن أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض إنه لا يستبعد امكانية زيارة الرئيس أوباما إلى كوبا بعد استعادة العلاقات بين البلدين وان لم تكن لديه الآن خطط ملموسة لذلك.
وقال المتحدث جوش أرنست للصحفيين "إذا لاحت فرصة للرئيس للقيام بالزيارة فأنا متأكد أنه لن يرفضها".
وقال مسؤولون إن أوباما وكاسترو تحدثا عبر الهاتف الثلاثاء لنحو ساعة تقريبا، في أول محادثات على مستوى الرؤساء بين البلدين منذ الثورة الكوبية في عام 1959.
[email protected]