أعلن مسؤولون فلسطينيون أن فرنسا تعمل مع الفلسطينيين على صياغة مشروع قرار لتقديمه اليوم الأربعاء أو غدا الخميس إلى مجلس الأمنبشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين أن واشنطن أعلنت أنها لم تحسم أمرها في الرد على هذا المشروع رغم تأكيدات فلسطينية بأن وزير الخارجية الأميركيجون كيري هدد باستخدام حق النقض (فيتو).
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الموجود حاليا في لندن إنه التقى نظيره الفرنسيلوران فابيوس، وناقش معه الصيغة الفرنسية لمشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن الدولي.
وأضاف المالكي -لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف- أنه يعمل مع فرنسا من أجل اعتماد كافة الملاحظات والتعديلات الفلسطينية على مشروع القرار الذي ستقدمه فرنسا بصيغته المعدلة إلى مجلس الأمن.
وأكد المسؤول الفلسطيني أن فرنسا تقترح في صيغتها لمشروع القرار مفاوضات لمدة سنتين، فيما يطالب الفلسطينيون بمفاوضات لمدة سنة، والسنة الثانية للتفاوض على انسحاب الاحتلال.
من جهته، أكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القيادة الفلسطينية تريد أن يحدد مشروع القرار الفرنسي أن شرقي القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، وحل قضية اللاجئين.
وأوضح أن الحكومة الفلسطينية سترسل اليوم الأربعاء صيغة مشروع القرار إلى مجلس الأمن الدولي.
وفي وقت سابق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني (فتح) محمد اشتية أنه تم دمج مسودتين قدمتهما المجموعة العربية وفرنسا، وبات هناك مشروع قرار موحد.
تلويح أميركي
في المقابل، قال مصدر فلسطيني مطلع إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ الوفد الفلسطيني في لندن بأن واشنطن ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن لإسقاط مشروع القرار بشأن تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وكان كيري حث الفلسطينيين على إرجاء تقديم هذا المشروع إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية.
غير أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر بساكي أكدت أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي أن بلادها "لم تتخذ قرارا بعد بما سنقوم به (في مجلس الأمن) لأن علينا معرفة تفاصيل ما سيتم تقديمه".
وأشارت المتحدثة الأميركية إلى أن بلادها تريد إيجاد تهيئة الوضع لمعالجة القضايا بين الفلسطينيين والإسرائيليين "بشكل أكثر جدية".
ونقل مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري عن مصدر مطلع أن محادثات الوفد الفلسطيني مع كيري كانت قاسية، موضحا أن الجانب الأميركي اشترط تعديلات في المشروع المقدم إلى مجلس الأمن بحيث يتضمن ذكر الدولة اليهودية، والتخلي عن سقف زمني لإنهاء الاحتلال.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تدعو إلى قيام دولتين: فلسطينية وإسرائيلية "فقط"، عن طريق المفاوضات المباشرة، وليس عن طريق الأمم المتحدة.
غير أن مسؤولا فلسطينيا أكد أمس الثلاثاء أن وفدا فلسطينيا برئاسة كبير المفاوضين صائب عريقات أبلغ كيري في لقاء بلندن أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن مشروع القرار الذي يدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وقال الفلسطينيون إنهم سيطلبون الانضمام إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية، بما فيها الاتفاقية المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية إن استخدمت واشنطن الفيتو.
يذكر أن الفيتو يسقط آليا أي مشروع قرار حتى لو حصل على تسعة أصوات من مجموع الأصوات الـ15 في المجلس.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبق هذه المحادثات بلقاء كيري أمس الأول الاثنين في روما، وسط تأكيده رفض أي محاولات فلسطينية لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في غضون عامين.
وقالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي إن الاجتماع جاء في محاولة لدفع الولايات المتحدة إلى استخدام الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني.
[email protected]