عن عمر يناهز 91 عاما، رحل عن عالمنا صباح امس النحات المصري الكبير، آدم حنين، مؤسس سيمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وأحد أهم النحاتين في مصر والعالم العربي.
وقد ولد صمويل هنري (آدم حنين) في القاهرة عام 1929، ونشأ بحي الشعرية وسط المدينة، في أسرة تعود أصولها إلى مدينة أسيوط في صعيد مصر، وتعمل في صياغة الحلي. عرف المتحف المصري في الثامنة من عمره، حينما ذهب إلى هناك ضمن زيارة للمدرسة، وكانت نقطة تحول في حياته.
حينما بلغ العشرين قرر أن يصبح نحاتا، والتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة، ثم تخرج منها قسم النحت عام 1953 (تحولت مدرسة الفنون الجميلة إلى كلية الفنون الجميلة بعد ثورة يوليو)، حيث تتلمذ على يد الفنان، أحمد صبري، ثم درس في مرسم أنطوني هيلر في ميونخ عام 1957، وأقام في النوبة أثناء منحته للتفرغ (1961-1969).
عمل حنين رساما في مجلة صباح الخير، مستشارا فنيا بدار التحرير للطبع والنشر، ثم سافر إلى باريس عام 1971 حيث أقام هناك كفنان محترف 25 عاما.
له مقتنيات في متحف وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، وكذلك في حديقة النحت الدولية بمدينة دالاس الأمريكية، وقرية الفن بالحرانية ومبنى مؤسسة الأهرام بالقاهرة.
وعمل حنين أعوام 1989-1998 مع وزارة الثقافة المصرية في ترميم تمثال "أبو الهول" في الجيزة. بعد عودته إلى مصر عام 1996، أقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني، بناه المهندس المعماري رمسيس ويصا، وأسس في نفس العام سيمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وهو ورشة سنوية ومعرض يقوم على دعوة نحاتين من جميع أنحاء العالم لتجريب ونحت وعرض منحوتات من الغرانيت المحلي.
كان آدم حنين أحد أبرز النحاتين المعاصرين في العالم العربي، وأنجز خلال مسيرته الفنية عددا هائلا من الأعمال الكبيرة والصغيرة، باستخدام مواد متنوعة مثل الغرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.
وكان الرسم من بين نشاطاته الفنية، حيث عرفته مصر رساما ماهرا، لكنه لم يستخدم الألوان الزيتية على القماش، بل أعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية. أنجز عام 1960 رسومات لكتاب صديقه الشاعر المصري المعروف، صلاح جاهين (1930-1986) "رباعيات صلاح جاهين"، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق.
[email protected]