عائلة الدوابشة
أدانت المحكمة المركزية في اللد، صباح اليوم الاثنين، عميرام بن أوليئيل، البالغ من العمر 25 سنة ، بقتل ثلاثة أفراد من عائلة دوابشة بزجاجة حارقة ألقيت على منزلهم في قرية دوما الفلسطينية في عام 2015. إلى جانب ثلاث ادانات بالقتل، تمت تبرئة بن أوليئيل من تهمة العضوية في منظمة إرهابية.
وقدمت النيابة العامة لواء المركز في كانون الثاني 2016، لائحة اتهام ضد بن أوليئيل، وهو من سكان بؤرة استيطانية قريبة من شيلو، وضد قاصر كان عمره في حينه 17 عاما حظر نشر اسمه، لتورطهما في مقتل ثلاثة أفراد من عائلة دوابشة - الطفل علي، ووالديه رهام وسعد، في قرية دوما الفلسطينية في 31 تموز 2015.
وشهد 31 تموز/يوليو من العام 2015، جريمة بشعة في قرية دوما، في نابلس، حيث تم احراق منزل عائلة دوابشة تحت جنح الظلام ، بإلقاء الزجاجات الحارقة داخل المنزل وحرقه بمن فيه. واستشهد الوالدان سعد ورهام وطفلهما الرضيع علي، نتيجة إصاباتهم بحروق بالغة، في حين نجا طفلهما أحمد الذي كان حينها يبلغ أربع سنوات، وأصيب بحروق تصل لـ60% ، ولا زال يعالج من آثارها حتى اليوم.
وتتمسك الأسرة بموقفها "المطالب بالقصاص من قتلة أبنائها، ومحاسبة الحكومة والجيش الإسرائيلي كون المستوطنين نفذوا الجريمة تحت حمايتهم"، حسب قولها.
هذا وسيصدر الحكم في التاسع من الشهر المقبل.
ويذكر أنه في هذه الجريمة الإرهابية قتل سعد وزوجته ريهام وطفلهما علي (1.5 سنة) بإحراق بيت العائلة.
واعترف بن أوليئيل بارتكابه الجريمة ثلاث مرات، لكن المحكمة رفضت اعترافين، بادعاء أنه استخرج منه بواسطة استخدام "وسائل جسدية مؤلمة"، والاعتراف الثاني استخرج في وقت قريب من استخدام هذه الوسائل.
وقالت القاضية روت لوريخ إن الاعتراف الثالث مقبول بكافة أجزائه.ونسبت لائحة الاتهام لبن أوليئيل قتل أفراد عائلة دوابشة لوحده، بادعاء الانتقام لمقتل المستوطن ملآخي روزنفيلد بالقرب من دوما، وقبل شهر من جريمة قتل عائلة دوابشة. وقالت لائحة الاتهام أن بن أوليئيل راقب القرية مع قاصر، كان شركا بالتخطيط للجريمة.
واتفق الاثنان على تنفيذ جريمة في دوما وجريمة أخرى في قرية مجدل، وبهدف قتل فلسطينيين يتواجدون في بيوتهم
وأضافت لائحة الاتهام أنه في مساء يوم 30 تموز/يوليو خرج بن أوليئيل من بيته وتوجه إلى لقاء المتهم القاصر في مغارة في البؤرة الاستيطانية العشوائية "ييشوف هداعات"، لكن القاصر لم يحضر إلى المكان، وقرر بن أوليئيل ارتكاب الجريمة الإرهابية لوحده. وبهدف زيادة قوة العملية الإرهابية وضمان ألا يكون البيت الذي سيحرقه مهجورا، بحث بن أوليئيل عن بيت توجد فيه مؤشرات على وجود أشخاص يسكنون فيه. وألقى في البداية زجاجة حارقة عن طريق نافذة بيت مأمون دوابشة، الذي كان خاليا من السكان.
وبعد ذلك توجه بن أوليئيل إلى بيت سعد وريهام دوابشة حاملا الزجاجة الحارقة الثانية. وفتح نافذة غرفة النوم التي تواجد فيها الزوجان وطفليهما، وأشعلها وألقى بها عن طريق النافذة وفر من المكان. وبدأت النيران تشتعل وأصابت أفراد عائلة دوابشة الأربعة، ونجا منهم الطفل البكر أحمد، الذي أصيب بحروق خطيرة، لكنه تعافى منها بعد علاج طويل.
وقررت المحكمة، في أيار/مايو 2019، أن القاصر كان ضالعا في التخطيط لجريمة إحراق عائلة دوابشة، بموجب صفقة بين محاميه والنيابة، اعترف القاصر خلالها بالتآمر على إحراق بيت عائلة دوابشة بدوافع عنصرية وبالضلوع في جرائم أخرى ضد الفلسطينيين. ووافقت النيابة على ألا تطلب فرض عقوبة السجن عليه لأكثر من 5.5 سنوات سجن. وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي قررت المحكمة أن القاصر عضو في تنظيم إرهابي.
خلال التحقيقات، اعترف المتهم بتنفيذ الهجوم، وقدم تفاصيل جاهزة، وحتى أعاد تمثيل ما حدث في تلك الليلة. وجدت المحكمة أدلة خارجية إضافية لدعم قبول المتهم. وقد قضت المحكمة بأن هذا هجوم إرهابي على خلفية عنصرية والذي تم تنفيذه ردًا على عملية قتل راح ضحيتها المواطن ملاخي روزنفيلد، وبالتالي نقل رسالة مفادها أن الإرهاب هو الإرهاب وأن هوية الجناة ليست ذات صلة".
[email protected]