شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم في مؤتمر عقدته الدول الرائدة في التعامل مع فيروس كورونا استضافه المستشار النمساوي سيباستيان كورتز حيث التمس زعماء تلك الدول الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية بشأن نموذج التعامل مع مناطق تفشي الوباء من خلال تعريفها كـ "مناطق حمراء" (منطقة مقيّدة) بهدف السماح باستمرار الحياة الاعتيادية في باقي المناطق التي شهدت معدلات إصابة ضئيلة.
وقال رئيس الوزراء: "في الحقيقة، لا يعرف أحد ماذا سيحدث عندما سنفتح اقتصادياتنا ومدارسنا. علينا أن نكون جاهزين ومستعدين لإمكانية الاضطرار لإغلاقها مجددًا".
متابعةً لمؤتمر الزعماء الذي عُقد قبل أسبوعين، اجتمع هذا الصباح هؤلاء الزعماء مرة أخرى لمناقشة خطوات العودة إلى الحياة الاعتيادية الآمنة في ظل فيروس كورونا والاستعدادات لإمكانية حدوث موجة تفشي جديدة للجائحة. وقد تبادل الزعماء الأفكار وطرق العمل، كما بحثوا أدوات المعلومات والرصد، ومعالجة الفئات المعرضة للخطر وتفعيل جهاز التربية والتعليم. وكذلك، ناقش الزعماء السبل التي ستتيح إعادة تنشيط صناعات السياحة والطيران بشكل آمن.
هذا وشارك في المؤتمر الذي استضافه المستشار النمساوي سيباستيان كورتز كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ورئيس الوزراء الدنماركي ميتي فريدريكسون، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش، ورئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ ورئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ.
رئيس الوزراء نتنياهو قد طرح طرق العمل والمعضلات الرئيسية التي رافقت إعداد استراتيجية الخروج الإسرائيلية والاستعدادات الضرورية للتعامل مع موجة جديدة من تفشي الوباء في إسرائيل:
رئيس الوزراء استعرض السياسة الإسرائيلية بالنسبة للمناطق الحمراء، بناءً على طلب المستشار النمساوي ورئيس الوزراء الأسترالي، اللذين التمسا الاستفادة من إسرائيل بشأن الحل لهذه القضية، قائلاً: "قمنا بعزل التجمعات السكانية وتعاملنا معنا بشكل منفصل. وقد أدخلنا جيش الدفاع الإسرائيلي إلى هذه المناطق حيث اعتنى جنود جيش الدفاع بتوفير المواد الغذائية والدعم للسكان، حتى تمكنّا من تخفيض وتيرة الانتشار إلى مستوى معقول، ثم بادرنا إلى إعادة افتتاح المنطقة. كما أخرجنا الأشخاص المرضى هناك من منازلهم ونقلناهم إلى فنادق. السؤال الذي يطرح نفسه هو "هل يمكن وضع سياسة مركزة بدلاً من فرض إغلاق وطني". أما الجواب عليه فهو نعم بالتأكيد. إن تجربتنا قد حققت نجاحًا كبيرًا".
ومن جانبه أطلع المستشار النمساوي الزعماء على تفاصيل لقاء عُقد خلال الأيام الأخيرة لتناول موضوع التصنيع، والبحث والتطوير بمشاركة ممثلين عن هذه الدول. حيث استعرضت كل دولة الصناعات ومعاهد الأبحاث النشطة فيها من أجل مكافحة فيروس كورونا وبهدف تعزيز التعاونات القائمة بينها.
رئيس الوزراء النرويجي ورئيس الوزراء التشيكي استعرضا خطط الرصد الشاملة التي تم تطبيقها في دولتيهما، والتي تشمل المتابعة الرقمية المعنية بالكشف عن سلاسل الإصابة والحؤول دون حدوث انتشار واسع للوباء.
إذ وافق الزعماء على أن منظومة حماية الفضاء الإلكتروني (السايبر) الإسرائيلية ستقود المشاورات القائمة بين الدول الشريكة في موضوع قواعد البيانات، دون المساس بالخصوصية. كما تم التوصل إلى اتفاق يقضي بعقد اجتماعات تتناول بشكل خاص مجالات السياحة والطيران بمشاركة وزراء السياحة في الدول بقيادة اليونان، فضلاً عن المشاورات بشأن فتح المدارس التي تقودها الدنمارك.
فيما يلي بعض المقتطفات من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر:
"في الحقيقة لا يدري أحد ماذا سيحدث عندما سنفتح اقتصادياتنا ومدارسنا، خاصةً بالنسبة للأطفال الصغار الذين لا يستطيعون الالتزام بالتباعد الاجتماعي فينقلون العدوى من واحد إلى آخر. علينا أن نكون مستعدين لحدوث تأثير الأكورديون. وسنفتح الاقتصاد لكن يتعين علينا أن نكون مستعدين لإمكانية أننا سنضطر لإغلاقها مجددًا.
الإجراءات التي اتخذناها والتي ربما اتخذتموها أنتم أيضًا، تمثلت في نشر تعليمات للجمهور بشأن توقيت اضطرارنا للعودة خطوة واحدة إلى الوراء، إذ قمنا بإصدار تعليمات واضحة، وقلنا لمواطنينا ما هي الظروف التي سنقوم عندها بإعادة اختزال الأكورديون حسب عدد معيّن من حالات الإصابة اليومية، ونسبة المضاعفة، وعدد الحالات الخطيرة.
أما النقطة الأخيرة فهي تتعلق بقضية الرحلات الجوية. إن الهاي تك يشكل مكوّنًا أساسيًا من اقتصادنا. قبل يومين أنجِزت هنا صفقة بيع إحدى الشركات مقابل مبلغ مليار دولار، ومن خلال صفقة جرت عن طريق تطبيق "زوم". حيث قام الأشخاص باستثمار مبلغ مليار شيكل دولار على شركة هاي تك يقع مقرها في أورشليم، وكل ذلك بواسطة "الزوم"! لكن لا أعتقد أن هذا يمثل حلاً كون الأشخاص يرغبون بالسفر والتكلم مع الناس والتعرف عليهم". وقال رئيس الوزراء إن إسرائيل سيسرها الانضمام إلى اتفاقيات بشأن الرحلات الجوية الآمنة كما شدد على ضرورة استئناف الخطوط الجوية إلى الولايات المتحدة".
[email protected]