تظهر العديد من التقارير حول الطفح الجلدي لدى المرضى الذين يعانون من "كوفيد 19" في جميع أنحاء العالم.
ويمكن أن يتخذ الطفح الجلدي أشكالا عديدة - بعضها يظهر كبقع حمراء صغيرة بينما يظهر البعض الآخر على شكل آفات مسطحة أو بارزة. كما يتميز البعض منها بمظهر يشبه "خلية النحل"، في حين أن البعض الآخر يشبه "قضمة الصقيع".
ومع ذلك، من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه الأشكال من الطفح الجلدي ناتجة بالفعل عن فيروس كورونا الجديد، أو ما إذا كانت مرتبطة بعوامل أخرى. وقالت الدكتورة كانادي شينكاي، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ورئيسة تحرير مجلة JAMA Dermatology، "هذا حقا سؤال المليون دولار".
وفي حديثها مع "لايف ساينس"، قالت شينكاي: "من غير الواضح ما إذا كانت الآفات الجلدية التي نراها في مرض كورونا، هي في الواقع مظهر مباشر للفيروس في الجلد، أو ما إذا كانت "نمط رد فعل" بسبب استجابة الجهاز المناعي المكثفة بشكل عام".
وكتبت شينكاي وزملاؤها في افتتاحية، نُشرت في 30 أبريل في مجلة JAMA Dermatology، من المحتمل أيضا أن تكون بعض حالات الطفح الجلدي ناتجة عن مضاعفات المرض أو ردود الفعل على الأدوية، أو حتى بسبب فيروسات أخرى لدى المرضى الذين يعانون من "العدوى المشتركة".
وكتب معدو التقارير: "إن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي ومناقشات المنتديات عبر الإنترنت لفتت الانتباه إلى هذه الطفح الجلدي، ولكن "حان الوقت الآن لعلم صارم". هناك حاجة إلى العمل لمعالجة العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، مثل مدى شيوع الطفح الجلدي، وما يعنيه فيما يتعلق بالنتائج النهائية للمرضى."
- ما مدى انتشار هذا الطفح الجلدي؟
من المعروف أن بعض الأمراض الفيروسية، مثل جدري الماء والحصبة وأمراض اليد والقدم والفم، يمكن أن تسبب الطفح الجلدي. وقالت شينكاي إن الطفح الجلدي المرتبط بالفيروس يظهر بشكل أكثر شيوعا عند الأطفال. وأضافت "لهذا السبب من المدهش أكثر" رؤية تقارير عديدة عن طفح جلدي لدى المرضى البالغين المصابين بـ"كوفيد 19".
وما يزال مقدار الطفح الجلدي غير واضح تماما. ففي دراسة مبكرة لأكثر من ألف مريض بـ "كوفيد-19" في الصين، نشرت في 28 فبراير في مجلة New England Journal of Medicine، لوحظ وجود طفح جلدي لدى 0.2٪ فقط من المرضى. ومع ذلك، في دراسة حديثة أجريت على نحو 150 مريضا أدخلوا إلى المستشفى في إيطاليا، تبين وجود طفح جلدي لدى 20٪ من المرضى. وقالت شينكاي إن دراسة نشرت في 26 مارس في مجلة الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية، أجراها أطباء الجلدية الذين "سيكونون قادرين على اكتشاف تغييرات أكثر دقة في الجلد" من الأطباء في تخصصات أخرى.
وأوضحت شينكاي أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تتبع المرضى على مدى فترة من الزمن للحصول على فكرة أفضل عن الانتشار الحقيقي للطفح الجلدي المرتبط بـ "كوفيد-19". ومع ذلك، فإن أحد التحديات التي تواجه هذا الأمر هو أن بعض المرضى قد يكون لديهم أعراض مرضية خفيفة أو لا يوجد لديهم أعراض أخرى، وقد لا يتم تشخيصهم أبدا بإصابة فيروس كورونا.
- كيف يبدو الطفح الجلدي؟
يمكن أن يكون الطفح الجلدي المميز أحيانا "علامة منبهة" لعدوى معينة. وقالت افتتاحية JAMA إنه ما يزال يتعين اكتشاف ما إذا كان الحال كذلك بالنسبة لمرضى "كوفيد-19".
وحتى الآن، لوحظت مجموعة متنوعة من حالات الطفح الجلدي لدى مرضى "كوفيد-19". وصنفت دراسة إسبانية نُشرت في 29 أبريل في المجلة البريطانية لطب الأمراض الجلدية، الطفح الجلدي المرتبط بفيروس كورونا إلى 5 فئات: طفح "بقعي حطاطي"، أو أحد خصائص العدوى الفيروسية مثل الحصبة مع نتوءات حمراء على الجلد. وطفح جلدي من "الشرى". وطفح جلدي بنمط يشبه شبكة صيد السمك. وكذلك "طفح حويصلي" أو طفح فقاعي، وطفح شبيه بقضمة الصقيع على أصابع القدم.
وبالإضافة إلى ذلك، وصف تقرير حديث نشر في 30 أبريل في JAMA Dermatology، حالة رجل في إسبانيا شهد "نمش" أو نقاط حمراء صغيرة على الجلد. ووصف تقرير حالة منفصل، نُشر أيضا في JAMA Dermatology، مريضا في فرنسا أصيب بآفات أكبر.
ويبدو أن توقيت أعراض الطفح الجلدي المرتبطة بـ"كوفيد-19" يختلف اختلافا كبيرا - ففي بعض الحالات، يسبق الطفح الجلدي أعراض مثل الحمى. وفي حالات أخرى، قد يظهر الطفح الجلدي بعد أيام قليلة من المرض أو لا يظهر حتى وقت متأخر من مسار العدوى.
وقالت شينكاي إن البحث ضروري لإجراء تقييم شامل لهذه الطفح الجلدي، ويحتاج الأطباء أيضا إلى فحص عينات الأنسجة لتحديد ما إذا كان بالإمكان الكشف عن الفيروس، المعروف باسم SARS-CoV-2، في الجلد نفسه ، وهذا هو الحال بالنسبة لبعض الأمراض الفيروسية التي تسبب الطفح الجلدي.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أيضا دراسة أهمية هذه الطفح الجلدي، مثل ما إذا كانت مرتبطة بنتائج أفضل أو أسوأ للمرضى. وعلى سبيل المثال، تم الإبلاغ عن أن بعض المرضى الذين يعانون من آفات جلدية في أصابع القدم، لديهم حالات خفيفة أو عديمة الأعراض لإصابة كورونا.
[email protected]