التسامح والغفران علاج للتعصب والكراهية .. وسط عالم يسوده الكراهية والعنف والحقد ومحاولات الايذاء أو السيطرة على الغير أو استغلالهم أو اذلالهم ، ومع ما نشاهده من انتشار الحروب وقتل الابرياء تحت مختلف الحجج ولما نراه من التمييز الدينى والطبقى والعرقى والجنسى فان مجتمعاتنا المعاصرة فى حاجة الى روح التسامح والمغفرة.
ففي اسبوع التسامح قام قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية بالتعاون مع المدرسة فعالية حول يوم التسامح ونبذ العنف في المدرسة الاعدادية- الثانوية على اسم حنا مويس في الرامة.
فقد حضر العشرات من رجال الدين الافاضل من جميع الطوائف ومن مختلف انحاء البلاد الى المدرسة. تمّ في بداية اليوم الترحيب بهم من قبل مدير المدرسة الثانوية السيد ماجد قاسم ورئيس المجلس المحلي السيد شوقي ابو لطيف ومدير قسم الطوائف الشيخ يعقوب سلامة.
بعد ذلك دخل كل اربع رجال دين الى صفوف شعبة الثامن والحادي عشر وقدموا فعالية حول التسامح, المحبة, التعايش ونبذ العنف. ومن ثمّ ساهم رجال الدين وطلاب المدرسة بزرع شجرة زيتون بجوار المدرسة رمز السلام والمحبة ورفع الطلاب شعارات جاء فيها : " الطائفية مكروهة وانا ارفضها"و"الدين لله والوطن للجميع"و"انت انسان انت اخي واحبك"و"المساجد والكنائس والخلوات يتعانقون".
وفي الجزء الثاني من اليوم اجتمع ممثلو رجال الدين مع طلاب صفوف الثاني عشر والتواسع ومدرسة اللاتين في قاعة المدرسة وعقدوا حوارا" مفاداه ان جميع الديانات تدعو الى التعايش, مشيرين الى ان الرّسالات السّماويّة الثّلاث واْنبيائها دعوا للسلام ،حتى في اْحلك الظروف واصعبها ،كمثل هذه التي تجتازها منطقتنا اليوم.
تولى عرافة الحوار الطالبتان انغام فرهود واليان ارشيد كما والقيت كلمات شارك فيها مدير المدرسة ماجد القاسم ورئيس المجلس شوقي ابو الطيف ومفتش المدرسة كميل ابو دوله ويعقوب سلامه ,كما والقى الطالب نزار فاعور قصيدة لاقت استحسان الحضور.
قال السيد المسيح :"احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم" .
قال تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان".
"ואהבת לרעך כמוך "ورد في الثوراة.
جميع الاديان السماوية كلها تدعو بوضوح أن الأصل في الحياة وفي معاملة الإنسان مع أخيه الإنسان، هو مبدأ السلم والعفو والتسامح، أما القسوة والعنف فهو الاستثناء والذي لا يلجأ إليه إلا العاجزون عن التعبير بالوسائل الطبيعية السلمية.
العنف:
هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون الأذى جسدياً أو نفسياً فالسخرية والاستهزاء من الفرد، فرض الآراء بالقوة، إسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
وقيل أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية.
العنف لا يولِّد إلا العنف.
[email protected]