هل أنتم أهل مع اضطرابات في الانتباه والتركيز؟
أخصائيو كلاليت حضروا من أجلكم نصائح تساعدكم في التعامل مع الأمر
في السنوات الأخيرة، ازداد الوعي تجاه اضطرابات قصور الإنتباه والتركيز لدى البالغين، وأصبح هناك المزيد من الفهم حول طبيعة هذه الاضطرابات. وعلى عكس الاعتقاد السائد، ففي قسم كبير من الحالات لا تختفي هذه الاضطرابات مع انتهاء فترة المراهقة.
اضطرابات الإصغاء ونقص التركيز هي اضطرابات خلقية ووراثية تؤثر على مهارات إدارية مختلفة. يظهر الاضطراب على شكل تشتت ونسيان وصعوبات في التركيز وفرط في النشاط واندفاعية. وهناك أحياناً صعوبة في التحكم بالمشاعر. تقول الدكتورة ليئور أليشار، أخصائية الطب النفسي ومدير عيادة الإنتباه والتركيز للبالغين في كلاليت لواء الشمال: "يعاني كثير من البالغين من اضطرابات في الإنتباه والتركيز لم يتم تشخيصها خلال طفولتهم ولم يتم علاجها، ولذا فقد تظهر لديهم هذه الإضطرابات كبالغين في حياتهم الاجتماعية والعائلية والمهنية والأكاديمية، وتؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم".
وفقا للدكتورة أليشار، فإن "الروتين اليومي مهم للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التركيز. بعد انتقال مسؤولية التعليم إلى الوالدين يتوجب عليهم الآن أن يكونوا متيقظين وأن يضعوا جدولاً يوميًا لأطفالهم. يُفترض على الأهل إدارة جدول الأعمال اليومي وتحديد وقت للتعلم ووقت للعب ووقت للجلوس أمام الشاشات ووقت لتناول الطعام. يواجه الأشخاص الذين يعانون من قصور الإنتباه والتركيز صعوبة أكبر في الحفاظ على النظام والترتيب، وعليهم الآن الاهتمام أكثر بإبقاء المنزل منظماً وتخطيط المهام العائلية بدقة".
في بعض الأحيان، تكون اضطرابات الانتباه والتركيز مصحوبة بالاندفاعية وهي تزداد عندما يشعر الوالد أنه لم يعد قادراً. في هذه اللحظات، يصعب على الأهل أحيانًا بذل المزيد من الجهد وإظهار التعاطف، وهي أمور مهمة جداً في علاقة الأهل مع أطفالهم.
تقول ميرا بوكاي، وهي معالجة وظيفية في عيادة الصحة النفسية في المركز الطبي هعيمق "جميع هذه الأمور، إلى جانب الروتين اليومي الجديد، تستنفذ الكثير من قدرات الأشخاص المصابين باضطراب نقص الإنتباه والتركيز، وقد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف عاجزين عن التأقلم ويشعرون بالضيق العاطفي. ومع ذلك، يمكنهم ايجاد طرق أفضل للتعامل مع الوضع الجديد".
إذن، كيف يمكن للأهل الذين يعانون من اضطرابات نقص الانتباه الصمود خلال "أيام الكورونا"؟
فيما يلي بعد النصائح:
- وضع جدول للأعمال – ضعوا مسبقاً جدولاً يتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة. حددوا مسبقاً فترات زمنية للراحة بعد الأنشطة التي تتطلب الكثير من الجهد من الوالدين إذ لن تكون ممتعة للأطفال إذا أصبت الوالدين بالإنهاك.
- توزيع الأنشطة - في مثل هذه الأيام، يمكن للأهل الذين يضعون جدول أعمال مزدحم ومبالغ فيه أن يختاروا للأطفال أهدافًا غير واقعية وبالتالي يتسببون بخيبة أمل لدى الأطفال، وشعوراً بالذنب لدى الأهل. من المهم توزيع الأنشطة بشكل صحيح ومنطقي. ضعوا لأنفسكم ولأطفالكم في كل يوم هدفًا واقعيًا يولد تحقيقه شعوراً من النجاح.
- الانتقال من نشاط إلى آخر - للتغلب على صعوبة وضع جداول المواعيد، استعينوا بمساعد خارجي لمساعدتكم على الانتقال بسلاسة من نشاط إلى آخر، كساعة التوقيت مثلاً.
- تخطيط قائمة طعام يومية - خططوا مع أطفالكم قائمة أسبوعية ورتبوا الجدول الزمني وفقًا لذلك. التفاصيل الصغيرة مهمة جدًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نقص الانتباه والتركيز ويمكنها أن تجعل الأمر أسهل بالنسبة لهم. استعينوا بقوائم مجهزة مسبقاً فيها أفكار لوجبات، وحضّروا مع أطفالكم قائمة المشتريات.
- الأنشطة الترفيهية - التزموا بتعليمات وزارة الصحة، وإذا أمكن اضافة نزهات خارج المنزل إلى القائمة اليومية فقوموا بذلك. استخدموا جميع غرف المنزل. التنقل من مكان لآخر يعطي شعوراً بالحركة، حتى في المساحات الضيقة والمحدودة نسبيًا. رتبوا مع اطفالكم الخزائن، وحضروا معهم وجبات الطعام وخططوا معهم الجدول الزمني.
- خصصوا وقتاً لأنفسكم - عند وضع الجدول الزمني، خصصوا وقتًا لأنفسكم. إذا كان الأطفال في المنزل يشغلونكم ويحتاجون إلى الاهتمام حتى أثناء جلوسهم أمام الشاشات يمكنكم مثلا بناء خيمة صغيرة لهم داخل المنزل - حتى يتمكنوا من التركيز بشكل أفضل في الشاشات ويمكنكم التفرغ لأنفسكم. (استراحة قصيرة مع فنجان قهوة تُحدث تغييرًا كبيرًا في وقت لاحق من اليوم!)
- العلاج الدوائي - ينصح الأشخاص الذين يتناولون أدوية للتعامل مع اضطرابات نقص الإنتباه والتركيز هذه الأيام بمواصلة تناول العلاج الدوائي للتعامل مع المهام اليومية، والتي لا تقل تعقيدًا في بعض الأحيان عن متطلبات العمل. سوف يساعد العلاج في إدارة شؤون المنزل والأسرة، خاصة وأن الوقت في المنزل يصبح أكثر صعوبة. ينطبق هذا أيضًا على الأطفال الذين يستخدمون أدوية للتعامل مع اضطرابات نقص الانتباه.
- الحفاظ على التفاؤل - الأشخاص الذين يتعاملون مع اضطراب نقص الانتباه والتركيز منذ الطفولة غالبًا ما يصابون بصعوبات إضافية على مر السنين مثل أعراض القلق والاكتئاب. تذكروا أنه بينما نحن في خضم أزمة معقدة، فإن الوضع لن يبقى هكذا إلى الأبد. حاولوا عدم الانشغال بالموضوع أكثر من اللازم، تابعوا التطورات من حين لآخر ولكن لا تدعوا التفكير في هذا الوباء يسيطر عليكم، وحاولوا التعامل مع الأمر باعتدال، والاعتماد فقط على المعلومات الصحيحة والموثوقة ومنح أطفالكم شعوراً بالتفاؤل.
وتجمل الدكتورة أليشار والدكتورة ميرا: "تذكروا أن نقص الانتباه له أيضًا جوانب إيجابية: فيمكن أن تظهر الميول الاندفاعية على أنها تصرفات عفوية وحيوية، وأن الوالد الموهوب جداً في اللعب أب رائع ومبدع مع الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشخص الذي يعاني من اضطرابات نقص الإنتباه والتركيز منذ الطفولة قد مر بالفعل بفترات معقدة في حياته وبالتالي طوّر لنفسه طرقًا للتكيف والاسترخاء. معا سنتخطى جميع العقبات".
[email protected]