في ذكرى ميلاد جدي الأول بعد رحيله أقول...
يرمي أحجارَ نردٍ
فاقدُ الاملْ
ويعترفْ...
محطّمٌ داخلي أنا
يزهرُ حولي الرّبيعْ
تسكنُ قلبي بذرةٌ
أنتظرها
حتى تفتُّح الوردْ...
كيفَ ينبت الوردْ؟
بلادي مسروقةٌ
تربةٌ خصبةٌ كانت
تعتليها أشجارٌ خضراءْ
أصبحت تمتزجُ بشظايا
تحلقُ وتتطايرُ في السماءْ...
ليست أرضًا للسلامْ
تزورها الحربْ...
طفلٌ صغيرٌ أنا
مجبرٌ على ترك منزلي
زيٌّ أخضر يدفعني
فكرةُ البقاءِ تدفعني
على أمل اللقاء
مرغمٌ على تركِ
كل شيءٍ
والرحيلْ...
سرنا بلادًا
رجالًا، أطفالًا ونساءْ
مرتبطين بمنازلنا
تاركين قلوبنا
نسيرُ بحزنٍ
أهو حزنٌ سببه الفراقْ؟
فراقُ ضحايا تغمرهم البراءة
أم حزن الابتعادْ
عن بيوتنا وقريتنا
لا أدري...
طفلٌ صغيرٌ أنا
قُتِلَ والدي
أمامي دون رحمة
دون ذنبٍ وتهمة
منعتُ من الاقتراب إليه
من توديعه
وطردتُ من قريتي...
نسيرُ ونبتعدُ
عيناي لم تفارقكِ
ولو للحظةٍ!
قريتي عيلبون
تاركة فيَّ أثرْ
أثرٌ لا يزولْ
تصرخُ بصمتٍ
تناديني وتناشدْ
رجاؤها عودتنا
وأملنا عودتنا...
قرية السلامْ
قرية الحبْ
تعتريها الان وحدة
يعمّ فيها السوادْ
ويسودها جوٌ كئيبْ
تفتقدنا
ونشتاقُ إليها!
فاقدٌ للأملِ
يرمي أحجارَ نردٍ
لا أتعلق بها؟
لم أتركها يومًا
خوفًا من الابتعاد
كيف لا اتعلق؟
أحبها...
بهدوئها
ببساطة سكانها
أصغر وأدق تفاصيلها
لم افكر قطْ
أن أسير
تاركًا إياها وابتعد.
خطوة تتلوها الأخرى
غصة ترافقهما
ها نحن نتركك
سائرين في البرْ
ذاهبين باتجاه المجهول
متجهين الى لبنان...
يشكو نتيجة ضربة النردْ
الان وفي كل عهدْ
لم يحالفه الحظْ...
بعيدًا عنكِ أعيش
انفاسي تخنقني
هواءك شفائي
أرغب في العودة
لا أنتمي هنا!
ضربة تتلوها ضربةْ
تارة يحالفه الحظْ
وتارة أخرى يتركه
يتركه سابحًا
في بحر الذكرياتْ!
طال الغيابْ...
بعد شهورٍ عدّة
كثر فيها العذابْ
حان موعد الرحيلْ
موعد العودة واللقاء
طريقٌ سلكناه سابقًا
محطمين مهجرينْ
نعود ونسيره
تملأنا الفرحة...
عائدون!
اليك قريتي الجميلة
اليك يا عيلبون...
ملاك امير حنا
[email protected]