ارتفعت اسعار بيع الخضار في الاسواق بنسبة كبيرة تجاوزت 300 % مع انخفاض الانتاج بسبب الاضرار الجسيمة التي خلفتها عاصفة التنين.
ويؤكد مزارعون تراجع الانتاج بنسبة قاربت من 80 %، مقارنة مع نفس الفترة التي سبقت العاصفة، التي ألحقت اضرارا كارثية بمعظم المحاصيل المحمية والمكشوفة.
وكانت الرياح العاتية التي هبت على مناطق وادي الاردن مساء أول من امس، ألحقت أضرارا كبيرة في المحاصيل الزراعية والبيوت البلاستيكية قدرت بالملايين، اذ قدر مزارعون حجم الاضرار بما يزيد على 90 % من مجموع الاراضي المزروعة.
ويؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن الاضرار طالت جميع مناطق الوادي من الشمال الى الجنوب وكانت اشد على محاصيل البندورة والخيار والفلفل والكوسا، لافتا الى ان انعكاسات هذه الاضرار على حجم الانتاج الخضري بدأت بتراجع الكميات الموردة الى الاسواق بنسبة 65 % مقارنة بالاسابيع الماضية اذ انخفض الانتاج من 2500 طن الى 700 طن يوميا.
هذا النقص الحاد بالمنتوجات الزراعية بحسب الخدام ادى الى ارتفاع اسعار بيعها بنسبة 300 % مقارنة بالايام التي سبقت العاصفة، متوقعا ان ترتفع الاسعار اكثر من ذلك خلال الايام القادمة، مع توقف الانتاج بشكل كامل في مساحات شاسعة من الوادي نتيجة تلف المحاصيل والتي تحتاج عودتها الى فترة طويلة اذا ما كان هناك امل من عودتها.
ويقول المزارع محمد موسى، ان مزرعته التي تضم حوالي 150 بيتا بلاستيكيا مزروعة بالبندورة والخيار والفلفل تحطمت بالكامل ولا مجال للاستفادة منها، مقدرا خسارته بما يقارب من نصف مليون دينار.
ويضيف موسى ان بعض المزارع تضررت جزئيا، الا ان كلفة اصلاح الاضرار ستكون عالية ماديا ومعنويا للمزارع الامر الذي سيدفع بالكثيرين الى ترك مزارعهم لتفادي خسائر جديدة، مشيرا الى ان معظم المحاصيل التي تعرضت للرياح والامطار تحتاج لرعاية مكثفة اذا ما استطاع المزارع اعادة اصلاح الاضرار التي لحقت بالاغطية البلاستيكية.
ويبين المزارع سعد البلاونة، ان الرياح دمرت مزرعته التي تضم 85 بيتا بلاستيكيا مزروعة بالخيار والفلفل بشكل كامل، موضحا ان اي محاولة لإعادة بناء البيوت وتغطيتها من جديد ستكون مغامرة غير محسوبة اذ ان معظم المحصول تضرر نتيجة الرياح وكلفة بناء البيوت وتغطيتها تفوق اي مردود يمكن الحصول عليه بعد رعاية المحصول لفترة طويلة.
ويتفق موسى والبلاونة، على ان معظم هذه المحاصيل تحتاج الى فترة طويلة للإزهار مجددا، ما يعني ان عودة الانتاج سيحتاج الى فترة تقارب من شهر، خاصة وان عددا كبيرا من المتضررين لا يوجد لديهم القدرة على انقاذ محاصيلهم لارتفاع التكاليف ونقص العمالة الزراعية.
من جانبه يؤكد مدير سوق العارضة المركزي المهندس أحمد الختالين، تراجع واردات السوق من الخضروات بنسبة تقارب من 70 % مقارنة بالاسبوع الماضي، موضحا ان غالبية الواردات هي محاصيل جرى قطافها قبل هبوب الرياح على المنطقة، وجزء منها جرى قطافه من النباتات المتضررة.
على صعيد متصل بدأت الفرق الفنية التي شكتلها وزارة الزراعة بالكشف الحسي على المزارع المتضررة لحصر الاضرار التي لحقت بها، اذ جرى تشكيل 11 لجنة فنية متخصصة توزعت على مختلف مناطق الوادي وستقوم بعد الانتهاء من عملية الحصر بإعداد تقرير مفصل بالأضرار ورفعه لوزارة الزراعة تمهيدا لعرضه على مجلس الوزراء بحسب مصدر في وزارة الزراعة.
[email protected]