سلامات
انا ودينو كبرنا سوا
اعترف واقر انه لدي مشكلة مع القطط لا بل معضلة اذا ما اردت ان اكون موضوعيا. اخشى ان اقول بأني اكره القطط حتى لا يعادوني محبو الحيوانات وخاصة القطط. قد يتعلق الامر بطفولتي او بأمور اخرى اجهلها، ولكن على العموم قد سببت لي هذه المشكلة مشاكل اخرى مع عديد من الاصدقاء وأدت في بعض الاحيان الى فتور العلاقة بيننا، اذ انني لا استطيع ان اتواجد في غرفة فيها قط. بكلمات اخرى يا أنا يا القط في الغرفة.
وحدث قبل أيام أني كنت امشي على ضفاف الراين وكان الطقس يشابه الخيال ومواتيا للمشوار. وهذا ما لم يحدث في تاريخ المانيا من قبل وفق سجلات الارصاد الجوية، اذ وصلت درجة الحرارة في شهر اذار الى ٢١ درجة . واثناء المشوار التقيت بجيراننا بيتر وسبينا. بيتر محاضر جامعي وزوجته موظفة حكومية سابقا وهم من محبي القطط ومن الاشخاص التي فترت علاقتي بهم بسبب "دينو" قطهم المدلل. ودار الحديث بيننا حول الطقس وكم هو نادر وووووالخ ، وفي سياق الحديث سألتهم اذا ما كانوا ينوون السفر في عطلة الربيع، فبدا الحزن على وجوههم وكادت الدمعة تفر من عينيهم وحدثوني مناوبة عن وضع القط "دينو" اذ كبر بالعمر وشاخ وبالكاد يستطيع ان يلقط انفاسه وساء وضعه الصحي ولذلك لا يمكنهم بهذه الظروف السفر وترك دينو لوحده لانه بحاجة لهم ولعنايتهم. واستأذنوا مني كي يسرعوا الى البيت لأن دينو لوحده هناك وهذا ما يجعله عصبيا واكثر قلقا. كدت ابكي من تعابيرهم وتمنيت لهم يوما سعيدا وطلبت منهم ان يسلموا على دينو وافترقنا.
واصلت مشواري وانا افكر بقساوة قلبي وانحطاط اخلاقي ثم حسدت دينو على اصحابه.
وشرد فكري بهذا الكون الذي يصعب علي فهمه.
الياس سمعان
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]