تسألك اذا ما كان المكان محجوزا وبعد ان تنفي تجلس بجانبك. حورية وكأنها نزلت للتو من السماء تبتسم ثم تشكرك! يا للهول! قد تعتقد لأول وهلة انك استشهدت في عملية فدائية وها هي أولى الحواري في طريقهن اليك. تجلس ثم تنظر اليك مجددا ثم تبتسم فتلتفت حولك لعلها ابتسمت لشاب وسيم بعمرها. تتأكد ان لا احد حولك سواك وتنظر اليها نظرة مسن يكاد يبلغ تأمين الشيخوخة ثم تبتسم لها وكأنك تجالس حفيدتك. رويدا رويدا تبدأ الثقة بالنفس بالعودة الى قواعدها سالمة وتبدأ بإعداد ذخيرتك لهجوم كاسح يشبه هجوم الياباني الانتحاري هاريكيري، فأنت الذي والذي وقد سُحِبت من لسانك. ترجع بمخيلتك الى الوراء يوم كنتَ وكنا ، تزول النجوم من سماء شعرك في لحظة ويرجع شعرك حالكا كالليل وتستعيد مفاتنك بلحظات وتتذكر الايام الخوالي . يا له من فلم مثير !! وما ان تراجع حساباتك لتبدأ غزوتك حتى يبدو لك انك في خضم عراك خاسر. وعلى حين غرة تتذكر اولادك فتحمر خجلا من نفسك، وتبدو لك زوجتك كالملاك الحارس وترجع الى رشدك وتقول اذهب عني يا ابليس، يا بن الأفاعي! لقد أرجعتني بوهلة لسن العشرين . ولكنك تشكره في قرارة نفسك على ما حظيت به ولو للحظات وتغني لعمرك مع نجاة التي ابت ان تكبر مثلك: ما احلى الرجوع اليه ! وتدرك بعد هدوء العاصفة ان الأحلى هو الرجوع الى حياتك ، ام أولادك .
[email protected]