عاش ويعيش اهالي قرية ابو سنان بطوائفه في واحة من الأمن والأمان والاحترام المتبادل , في كيان واحد , متخذين من دياناتهم المطهرة دستورا لهم باحترام الجار للجار واحترام العادات والتقاليد والرأي الآخر ، وسار رؤساء المجالس المتعاقبين على نفس النهج إلى يومنا هذا ، وقد أولوا المحافظة على الأمن اهتماما بالغا مدركين أن الأمن يعد من الضرورات التي لا تتحقق إلا بتحقق حفظ الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الأديان السماوية وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل.
وعاش أبناء ابناء قرية ابو سنان على اختلاف غوائلهم وطوائفهم في وحدة وطنية فريدة متجانسة على مر السنين تألفوا حتى أصبحوا أشبه بأفراد الأسرة الواحدة وقد امتلكوا الدرع الواقي والحصن المنيع ضد زرع الفتن التي لن تجد في ابو سنان الارض الخصبة التي تنشر بها وتنبت فيها مهما حاول المفتنون ، وذلك بفضل الله ثم بفضل ادراك أبناء هذا القرية وشيوخها الافاضل ومثقفيها وكافة شرائحها ان الفتن هي السلوك الذي يمزق الوطن ويفرق أبناءه في جماعات متناحرة متشاحنة يسودها البغضاء والكراهية والحقد.
ما حدث في ابو سنان خطط له اعداء الاستقرار والسلم الاهلي ليكون شرارة الفتنة التي قال الله سبحانه وتعالى عنها (والفتنة أشد من القتل)، ولكنهم بفضل الله خابوا وخسروا فلن توجد الفتيلة التي توقد الفتن في نسيج المجتمع المترابط ذي اللحمة الوطنية.
والمتأمل في واقع مجتمعنا حفظه الله من الأشرار يجد أن محاولات أعداء اللحمة الوطنيه مهما حاولوا في النيل من استقرارنا وأمننا فإن تكاتفنا يظل صامدا في وجوه المتربصين ومتينا أمام خبث نواياهم وسيبقى مجتمعنا بإذن الله محروس من الفتن ولو كره الحاقدون.
والكل من أبناء قريه ابو سنان العقلاء والاوفياء لقريتهم ولأهلها يقفون بكل شرائحهم لإدانة الشجار والفتنه التي حدثت وينشرون خطاب المحبة والوحدة مؤكدين أن أمن اهالي قريتهم وسلامتها خط أحمر لا يقبل أحد فيه المساومة ، وجهود الجميع تتضافر لتوجيه صفعة قوية على وجه اصحاب الفتن وإيصال رسالة الى المفتنين بأن قريه ابو سنان ضد الفتنة والفرقة وستظل عصية على المفتنين واعوانهم وحريصة على صيانة الهوية الوطنية.
وكلمه الى الشباب , فأن التسامح في المجتمع وبين الأمم هو أن نعترف بالآخر وبحقه في حرية الرأي والعقيدة , إن التسامح لا يعني التفريط في الحقوق ولا يعني التعصب والشدة في اقتضائها ، أي لا تكن ليناً فتعصر ولا تكن يابساً فتكسر ، وفي مختلف الميادين تصادفنا مواقف تتطلب منا التسامح ، وفي إحياء روح التسامح نجنب أنفسنا عن الكثير من الخصومات التي لا تحقق لنا نفعاً وتجلب لنا العداوة والبغضاء ، ومن وحي الحياة القضائية يتردد مبدأ ، الصلح مع شيء من الخسارة خير من دعوى مكسوبة , والتسامح في المجتمع وبين الأمم هو أن نعترف بالآخر وبحقه في حرية الرأي وحرية العقيدة ، فكما أنا لي رأي فلا أفضلية لي على الآخر في رأيه ما لم يقتنع هو بالحوار الموضوعي برأي وكذلك بالنسبة لعقيدته ,
وكما أنني أؤمن بدين أو مذهب معين، فمن حق الآخر أن يكون له كما لي من حق في ممارسة عقيدته الدينية وفق دينه أو مذهبه، وعلينا احترام كل منا لعقيدة الآخر، لأن التنوع في الفكر وفي العقيدة من طبيعة البشر ، حيث قال تعالى «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم»فالتعارف والوئام والتسامح هي ما يوصي به الله وليس التعصب والتنافر، كما قال تعالى «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، إذ لا إكراه في الدين، فالتسامح هو السلوك الإنساني الذي يأمر به الله عز وجل وبه نتجنب الاقتتال والحروب ويسود السلم والسلام، وبه تتقدم الأمم وتكون التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخير مثال أمامنا يضربه تنظيم داعش وأمثاله، إذ عندما افتقدوا السماحة خرجوا عن الإسلام وعن جميع الديانات وضلوا الطريق.
وأخيراً ندعو الله العلي القدير ان يشفي الجرحى وان لا يأت أي مكروه على اهلنا في قرية ابو سنان كما ندعوه سبحانه وتعالى أن يحفظ اهالنا من كل سوء ومكروه،وان يسود منهج العقل والتعقل والتسامح واحترام الجار للجار .
[email protected]