باركنسون: أعراض المرض في الجهاز الهضمي
بقلم د. أمير مرعي، مختص في الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي- المستشفى الإنجليزي في الناصرة
الباركنسون، أو الشلل الرعاشي، هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي والذي يؤثر بشكل رئيسي علو الجهاز الحركي،. أعراض المرض المركزية تتمثل في بطء الحركة، فقدان الحركة التلقائية، الرعاش، صَمَل العضلات، صعوبة في المشي وعدم الاتزان وصعوبات واضطرابات في الأكل.
يمس المرض الأداء الوظيفي اليومي و جودة الحياة بشكل جسيم. يظهر المرض غالبا في العقد الخامس، ولكن للأسف، تشهد السنوات الأخيرة ارتفاعا في حالات الإصابة بالمرض عند الأجيال الشابة. ما زالت فيزيولوجيا المرض غير واضحة بشكل كامل، إلا أنه هنالك دليل على إصابة خلايا الدماغ التي تنتج مادة تسمى الدوبامين. نتيجة ذلك يوجد انخفاض في مستوى الدوبامين في الدماغ.. للدوبامين وظائف هامة عديدة في الدماغ، من بينها تعديل الوظائف التنفيذية والتحكم الحركي والتحفيز. حتى اليوم، غير معلوم ما الذي يصيب الخلايا التي تنتج الدوبامين. للمرض أيضا خلفية جينية وعلى ما يبدو بيئية. التشخيص يستند بالأساس على الأعراض والعلامات السريرية وفي بعض الأحيان يمكن تأكيدها بواسطة فحص أشعة خاص.
لمرض الباركنسون أعراض كثيرة في الجهاز الهضمي، تؤدي لأعراض إضافية عند المتعالجين وتتسبب في تدني جودة حياتهم. في أبحاث وبائية مختلفة، تبين أن 80% من مرضى الباركنسون كانوا قد عانوا أعراضا تتعلق بالجهاز الهضمي. أعراض الباركينسون الرئيسية في الجهاز الهضمي هي صعوبة في بلع الطعام، الرُوال، التقيؤ، انتفاخ البطن، الإمساك، سوء التغذية وعدم السيطرة على البراز في مراحل متقدمة من المرض. أسباب إصابة الجهاز الهضمي لدى مرضى الباركنسون، تتعلق في الاضطراب العصبي الأساسي، الذي قد يشمل مراكز سيطرة هامة في الدماغ وقد يؤثر أيضا على الجهاز العصبي المعوي الذي يتحكم في الجهاز الهضمي. هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى عديدة مثل عدم التنقل والحركة، أدوية، تغييرات في التغذية، ومركبات نفسية، يمكن أن تلعب دورًا.
خلال علاج مريض الباركنسون، هناك أهمية للنظر للصورة العامة، وإلى تشخيص أعراض تتعلق بالجهاز الهضمي، وطبعا معالجتها من أجل تقليل معاناة المرضى وتحسين جودة حياتهم. إن النهج متعدد المجالات، الذي يدمج مختص أعصاب، مختص أمراض الجهاز الهضمي، مستشارة تغذية، معالجة اتصال، وعلاج طبيعي، هو نهج مفضل للتعامل مع مرضى الباركنسون.
الحرص على تغذية صحية ومتوازنة، كثرة الشرب، تعاطي مكملات غذائية وفيتامينات حسب الحاجة مع متابعة من قبل طبيب جهاز هضمي ومختصة تغذية، له قيمة هامة في الحفاظ على صحة عامة جيدة، وقاية ومعالجة سوء التغذية والإمساك. عند الحاجة من الممكن إعطاء أدوية إسهال، تسرع الحركة في الأمعاء، من أجل علاج أعراض الإمساك.
عند ظهور صعوبات في البلع، انتفاخات، عدم السيطرة على البراز والتقيؤ، يجب إجراء استيضاح يشمل فحصًا بالمنظار، تصوير أشعة و فحوصات فسيولوجية مثل قياس الضغط المريئي، ومسح تفريغ المعدة، حسب الحاجة. طبعا فإن علاج الأعراض المذكورة أعلاه هو متعدد المجالات، ويشمل تغييرات في التغذية، أدوية، علاجًا طبيعيًا، معالجة اتصال، وعلاج المرض الأساسي.
[email protected]