مع تزايد حالات الشفاء لدى المصابين بـ«كورونا» والمخاوف من وصوله إلى دول أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه من المقرر أن يجتمع خبراء دوليون في جنيف يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين آخر تطورات الفيروس الجديد والذي أودى بحياة 563 شخصاً.
ومن المتوقع أن يضم اجتماع جنيف أحدث الخبرات والمعلومات حول الفيروس ويعتزم الخبراء مناقشة العلاجات والأمصال بالإضافة إلى بحث المصدر المحتمل للفيروس وكيفية انتشاره، كما يعتزم الخبراء مناقشة تطور التشخيص السريع واختبارات الدم.
وقالت المنظمة إن مئات الخبراء سيجتمعون في جنيف لمحاولة إيجاد سبيل لمكافحة تفشي الفيروس عبر تسريع أبحاث ابتكار عقاقير ولقاحات، مضيفة أن فريقا متعدد الجنسيات تقوده المنظمة سيتجه إلى الصين قريبا جدا.
يأتي هذا في وقت، أعلنت السلطات الصحية الصينية خروج 1153 شخصا من المصابين بـ «كورونا» من المستشفيات بعد تعافيهم.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن اللجنة الوطنية الصحية القول إن 261 شخصا خرجوا من المستشفيات أمس الأربعاء بعد شفائهم في حين ارتفعت حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس إلى 28018 حالة، بحسب السلطات الصحية الصينية.
تحذيرات خبراء
ورغم حالة التفاؤل التي لا تزال حذرة فإن خبراء صحة عالميين يحذرون من أن حالات الإصابة «المستترة» بعدوى «كورونا» يمكنها عرقلة جهود احتواء الفيروس.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، أكد خبراء الصحة أن عدم الإبلاغ عن الأعراض المعتدلة التي يعاني منها الشخص مقترنة بطبيعة المرض شديدة العدوى تثير مخاوف بشأن أن الرقم الحالي للإصابات وهو 28018 قد يكون «غيض من فيض».
وقال توم فريدن، المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الحالات «غير المعلنة» – التي لا يطلب فيها المصابون بأعراض معتدلة المساعدة الطبية وتبقى غير مسجلة وبدون اختبارات – إلى جانب طبيعة المرض شديدة العدوى تعني أنه قد يكون هناك «حالات أكثر بكثير».
وأوضح فريدن «لقد أصبح واضحًا على نحو متزايد أن الاحتواء مستبعد جدًا»، مشيرًا إلى أن «الأمر على الأرجح لا يستحق الاستسلام، لكن محاولة احتواء فيروس كورونا ووهان مثل سارس وميرس غير مرجح تمامًا، بسبب أعداد الحالات ومقاطعات الصين وسهولة انتشاره في العائلات».
وأضاف أنه على الرغم من أن مثل هذا الارتباك أمر شائع مع كل وباء، ما يجعل هذا الفيروس مختلفًا هو أعداد الإصابات الكبيرة جدًا، وقدرته على نقل العدوى، إلا أن ما يبعث على القلق أن معدل الوفيات النسبي كان مرجحًا أن يتضاءل مع رصد مزيد من الحالات الأكثر اعتدالًا.
وحدد الباحثون الفارق الزمني للإبلاغ عن حالات العدوى بأنه يتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، في حين قدروا مضاعفة أعداد تلك الحالات كل 6 أيام تقريبًا.
وقالت الدكتور ناتالي ماكديرموت من جامعة كينجز كوليدج في لندن: «معدلات الوفيات هي فعليًا أعداد الناس الذين يتوفون كجزء من حالات الإصابة. من المرجح حاليًا أنها مبالغ فيها، بناءً على الحالات الأكثر اعتدالًا للمرض التي لم يتم رصدها. لكنها ليست دقيقة، إذ لا توجد أعداد بأولئك ممن يعانون الأشكال الأكثر اعتدالا للمرض.»
على سبيل المثال، إذا تم الإبلاغ عن وجود 400 حالة وفاة و20 ألف حالة إصابة، فإن نسبة الوفيات 2%، لكن حال قسمنا الوفيات على 75 ألفًا، ستحصل على معدل 0.5%، بحسب قولها، مشيرة إلى أن الحالات الخفيفة قادرة على جعل الاحتواء أكثر صعوبة.
ولدى سؤالها عما إذا كانت جهود الصين لاحتواء الفيروس فعالة، قالت إنه من المبكر للغاية البت في ذلك، وتحديدًا بسبب الفارق الزمني، الذي قد يتغير أيضًا، و«إننا لا نرى بوضوح تأثيرًا في الوقت الراهن. سنحتاج المراقبة لفترة شهر أو شيء من هذا القبيل».
وأوضحت ماكديرموت أن انتشار الفيروس السريع في مدن أخرى خارج الصين كان غير مرجح، مشيرة إلى أنهم لم يشهدوا حتى انتشارًا كبيرًا للفيروس في المدن خارج الصين.
ارجاء محتمل
على صعيد آخر، قالت خمسة مصادر مطلعة إن الصين تدرس إرجاء الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب (البرلمان) بسبب فيروس كورونا الذي أدى لفرض قيود صارمة على السفر وغيره من أشكال النشاط في إطار جهود الحد من انتشاره.
وتبدأ الدورة السنوية للمجلس في الخامس من مارس كل عام وتستمر ما لا يقل عن عشرة أيام لإقرار التشريعات وإعلان الأهداف الاقتصادية الرئيسة للعام.
وسيكون هذا أول إرجاء للاجتماع السنوي للمجلس التشريعي منذ أن طبقت الصين جدوله الراهن في 1995.
في غضون ذلك، أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية تمديد تعليق جميع رحلاتها من الصين وإليها حتى 15 مارس المقبل وأوضحت الشركة أنه تم اتخاذ هذا القرار بعد إعادة تقييم المعلومات.
بدورها، أعلنت السعودية تعليق سفر مواطنيها والمقيمين فيها إلى الصين في إطار اجراءات صحية للوقاية من الفيروس، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية.
وقالت الوكالة «في إطار تنفيذ الإجراءات الصحية المعتمدة لدى المملكة العربية السعودية للوقاية من فيروس كورونا الجديد، فقد تقرر تعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى جمهورية الصين الشعبية».
[email protected]