منذ شهر تقريبًا، وتعيش الصين حالة قلق بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي بدأ من مدينة "ووهان" صاحبة الـ11 مليون نسمة.
وبلغت حصيلة الوفيات من الفيروس المستجد، إلى 80 شخصًا حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، بحسب ما أعلنته السلطات المحلية في الصين.
كما لجأت السلطات إلى عزل 13 مدينة تضم أكثر من 40 مليون شخص، إلى جانب فرض الحجر الصحي بالكامل على سكان المدن الواقعة في وسط الصين، وحظرت الانتقال منها وإليها إلا في حالات الضرورة القصوى.
الفيروس الجديد:
يتشابه فيروس كرونا الجديد بفيروس سارس الذي انتشر في الفترة من 2002 إلى 2003، إذ أنهما يتشابهان من الناحية الوراثية بنسبة 80%، كما قال البروفيسور "أرنو فونتانيه" المسؤول عن وحدة علم الأوبئة للأمراض الجديدة في معهد باستور بباريس لوكالة الأنباء الفرنسية.
أعراض هذا الفيروس أقل خطورة من فيروس "سارس"، ولكن الاثنان يتسببان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي.
ونشأت هذه السلالة الجديدة في مدينة "ووهان"، ثم انتقلت لعدد من دول العالم، من بينها اليابان واستراليا، وكندا، وفرنسا، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهم.
يُصنَّف الفيروس الجديد أو 2019-nCoV، على أنه حيواني المنشأ، ما يعني أن أول مريض مصاب حصل على الفيروس مباشرة من الحيوانات.
ولا تعد فيروسات كورونا الوحيدة من نوع الأمراض الحيوانية، حيث يقع فيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا أيضًا في هذه الفئة، بحسب ما أوضح موقع "news" الأسترالي.
ويُعتقد أن السارس انتقل من أنواع من الخفافيش إلى البشر عبر مضيف وسيط من قطط مستزرعة التي تربى للاستهلاك البشري في الصين.
كيف انتقل الفيروس من الحيوانات إلى البشر؟
يوضح الموقع الـسترالي "news" أن الحيوانات التي يتم تجميعها وإيوائها في ظروف غير صحية وبالقرب من المواطنين، تخلق بيئة مناسبة لانتقال الفيروسات بين الحيوانات أولًا، ثم تتحور بعدها إلى درجة تكون فيها قادرة على إصابة البشر.
فيروس كورونا الجديد، تم اكتشافه في المرة الأولى داخل سوق مدينة "ووهان" الصينية للمأكولات البحرية، حيث يتاجر الباعة بشكل غير قانوني في الحيوانات البرية والغريبة إلى جانب الصيد اليومي في المحيطات.
هذا السوق شمل عددًا من الحيوانات، من بينها أشبال الذئب والقطط المستزرعة والخفافيش والكلاب والخنازير والثعابين والدجاج والحمير والغرير والجرذان والخيزران والفئران والقنفذ والغزلان.
وتكون الحيوانات بالقرب من الناس بشكل مباشر، ما يسهل الانتقال للفيروسات منها إلى البشر.
وكشف المركز الصيني لمكافحة الأمراض الفيروسية، أن 33 عينة تم جمعها من سوق المأكولات البحرية في مدينة "ووهان" جاءت إيجابية، ما يعني أن الإصابة خرجت من هذا المكان.
وبحسب بيان المركز اليوم، فإن العينات الإيجابية للفيروس وجدت في 22 كشكا وشاحنة قمامة في السوق، وأن 93.9% من العينات كانت موجودة في الجزء الجنوبي من سوق المأكولات البحرية في "ووهان" حيث تنشط تجارة الحيوانات البرية غير المشروعة.
وأضاف أن الحالات الأولى المؤكد إصابتها بالفيروس في "ووهان" ترتبط بشكل وثيق بسوق المأكولات البحرية، ويعتقد أن الخفافيش هي حامل الفيروس وانتقل منها إلى البشر عن طريق وسيط لم يتم التأكد منه.
وقالت جمعية الحفاظ على الحياة البرية في بيان لها، قبل أيام: "أسواق الحيوانات الحية التي تخضع لسوء التنظيم والمختلطة مع التجارة غير القانونية في الحياة البرية، توفر فرصة فريدة للفيروسات لتنتقل من الحيوانات البرية إلى السكان".
وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، فإن هذا النوع من الإصابة "يحدث بشكل غير المباشرة من خلال الاتصال الوثيق بين البشر، وخاصة في الأسواق التي تُباع فيها الحيوانات الحية والميتة".
[email protected]