شهدت طهران لليوم الثالث تظاهرات غاضبة، يصعب تقدير حجمها. وبينت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إصابة عدد من الأشخاص بجروح جراء إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع، في حين تنفي طهران هذه التقارير وتتحدث عن التزام قواتها الشرطية «ضبط النفس»، في وقت ارتفعت أصوات تحذر من قمع الاحتجاجات.
وحذرت ألمانيا إيران من تحركات جديدة مزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس، عقب لقائه نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان: «نحن متفقون. إذا كانت إيران تريد التهدئة، فيتعين عليها التوقف عن اللعب بالنار في الجوار، وكذلك في العراق».
وفي إشارة إلى الاحتجاجات في طهران، قال ماس: «أيضاً في إيران للمواطنين الحق في التعبير الحر عن الرأي».
ورأت الحكومة الألمانية أن التظاهرات في إيران يجب أن تجري «بدون قيود»، بعد أن أقرّت إيران بإسقاطها طائرة مدنية أوكرانية عن طريق الخطأ.
وأكــــدت متحدثــــة باســــم الخارجيــــة الألمانية خلال مؤتمر صحافــــي أن «الشعــب الإيرانــــي يجب أن تكــــون لديـــــه إمكانيــــة الاحتجاج سلمياً وبحرية».
تظاهرات
لكن الشرطة الإيرانية قالت إن أفرادها لم يطلقوا النار على المحتجين بعد اعتراف طهران بإسقاط طائرة ركاب ونشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إطلاق نار وبركاً من الدماء. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الأحد إطلاق أعيرة نارية في ميدان أزادي بطهران وبركاً من الدماء على الأرض وصوراً لمصابين.
وقال حسين رحيمي قائد شرطة طهران في بيان نشرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية على موقعها «الشرطة لم تطلق النار على الإطلاق خلال الاحتجاجات لأن ضباط شرطة العاصمة تلقوا أوامر بضبط النفس».
تغريدات ترامب
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية رفض تغريدات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر فيها عن تأييده للإيرانيين قائلاً «إن الشعب الإيراني سيظل يتذكر أن ترامب قتــل القائد العسكري قاسم سليماني وأنه سبب معاناة الكثيــرين من مصــاعب اقتصادية».
وحذر رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانغ إشينغر، من تداعيات الدعم الكبير للمتظاهرين في إيران. وقال في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف): «الكثير من الدعم قد يؤدي إلى تصعيد النزاع». وانتقد إشينغر تصرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعرب بوضوح على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن دعمه للمتظاهرين في إيران.
سفير بريطانيا
في غضون ذلك، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا استدعت السفير الإيراني في لندن لإبداء اعتراضاتها القوية على احتجاز السفير البريطاني بطهران لفترة وجيزة السبت.
وقال المتحدث «هذا انتهاك غير مقبول لاتفاقية فيينا ويجب التحقيق في الأمر».
وأضاف «نسعى للحصول على تأكيدات من الحكومة الإيرانية بأن هذا لن يحدث مرة أخرى أبداً». وقال المتحدث «وزارة الخارجية استدعت السفير الإيراني لتقديم اعتراضاتنا القوية».
[email protected]